حجز 123 ألف قرص مهلوس خلال السداسي الأول من 2008 * * قرر عدد من الصيادلة المداومين تنصيب كاميرات حراسة بمدخل محلاتهم، تجنبا لاستهدافهم من طرف الجانحين أو بعض متعاطي الحبوب المهلوسة الذين غالبا ما يقومون بالتهجم على الصيادلة، طالبين منهم تزويدهم ببعض الحبوب دون تقديم وصفات طبية، وقد بلغ حجم المهلوسات التي حجزت خلال السداسي الأول من هذه السنة 123 ألف قرص مهلوس بشتى أنواعها. * بالرغم من الإجراءات الردعية التي تفرضها السلطات العمومية على الصيادلة للحيلولة دون تمكين عشرات الشباب من الحصول على الحبوب المهلوسة، وذلك من خلال إجبار الصيادلة على تدوين مختلف أنواع الحبوب الموجهة للمصابين بالأمراض النفسية والعقلية في دفتر خاص، فإن عديدا منهم يبيعونها بطرق غير قانونية ويحصلون عليها بطرق ملتوية من طرف بعض موزعي الأدوية خاصة المهلوسة، وقد كشفت المتابعات القضائية ضد عدد من الصيادلة على تورطهم في ترويج هذا النوع من الحبوب، حيث أدين كثير منهم في مختلف المحاكم. * وتسعى السلطات الأمنية الحد من هذه الظاهرة وتأمين عشرات من الصيدليات المداومة، عبر بلديات مختلفة، إلا أن هذه الإجراءات تبقى محدودة ما يدفع بكثير من الصيادلة إلى إبقاء باب الصيدليات مفتوحا نصفه حتى لا يتمكن بعض الجانحين من الاعتداء على الصيادلة وإجبارهم بتزويدهم بالحبوب المهلوسة ودون الوصفات الطبية. أما آخرون فيفضلون فتح شبابيك صغيرة عبر أبواب المحلات والتي تمكنهم من التعامل مع الزبائن، في حين أن عشرات منهم انصرفوا عن نظام المداومة تفاديا لحدوث أي مشاكل. * وأمام تنامي هذه الظاهرة قررت السلطات الأمنية السماح للصيادلة وضع كاميرات حراسة أمام مداخل المحلات والتي قد تكشف عن أي حركة مشبوهة حول محيط الصيدليات، وتمكن صاحبها من اتخاذ التدابير الاستعجالية اللازمة. * * حجز 123 ألف قرص مهلوس خلال السداسي الأول من هذه السنة * بلغ حجم الحبوب المهلوسة المحجوزة في السداسي الأول من هذه السنة 123 ألف قرص، في حين انه تم حجز أكثر من 368 ألف قرص خلال العام الماضي، ويأتي في مقدمة هذه الحبوب -الحبة الحمراء- أي أقراص الريفوتريل. أما خلال سنة 2006 فقد تم حجز أكثر من 270 ألف قرص مهلوس، وكذا 6580 مليلتر من سائل الريفوتريل، والمتأمل في حجم الكميات المحجوزة يلاحظ الارتفاع المذهل والتنامي الرهيب لهذه الظاهرة. * وكانت أكبر عملية شهدتها الجزائر هي تلك التي عرفتها مدينة قسنطينة العام الماضي، حيث تم تسويق أكثر من 4 ملايين قرص مهلوس من نوع الريفوتريل، قامت شركة خاصة باستيرادها من الخارج وسوّقتها عن طريق مؤسسة عمومية، وقد تم إثر هذه العملية حجز 520 ألف علبة ريفوتريل كانت موجهة للتوزيع بطرق غير قانونية وغير طبية. * * 70 بالمائة من الأدوية المهدئة تستعمل كمهلوسات * تفيد آخر الدراسات الطبية أن أكثر من 70 في المائة من حجم الأدوية المهدئة من ريفوتريل، ديازيبام، تيميستا والفاليوم، التي يتم تسويقها في الجزائر تستعمل كمهلوسات أي كمخدرات، في حين أن 8 في المائة منها فقط تستعمل لتطبيب المرضى في المؤسسات الصحية العمومية. أما البقية أي 22 في المائة يصفها الأطباء للمرضى المصابين بالصرع، الأرق، القلق وغيرها من الأمراض التي تتطلب التداوي عن طريق هذا النوع من المهدئات. وتضيف الدراسات الميدانية أن جزءا مهما من المهلوسات المنتجة في الجزائر أو المستوردة تأخذ طريقها إلى البلد المجاور، المغرب، حيث أن المحجوزات في هذا المجال من طرف مصالح الأمن المغربية لا تتوقف هي الأخرى عن الارتفاع من سنة إلى أخرى. فقد أعلنت مصالح أمن المغرب حجز أكثر من 500 ألف قرص من "الريفوتريل" في حدودها مع الجزائر، وأصبحت هذه الحبوب تثير قلق السلطات الأمنية بالمغرب. * * اعترافات مدمن للشروق: كنت أتناول المخدرات لنسيان جرائم الإرهاب * في لقاء مع شاب مدمن على العقاقير المهدئة التقته الشروق اليومي بمركز علاج الإدمان، أكد أنه "أخطأ الطريق بلجوئه للعقاقير التي غيرت من سلوكه وسببت له مشاكل مع محيطه"، مضيفا أنه "كان يتناولها دون شعور أو إبداء اهتمام لأحد". * وأوضح الشاب (م .س) البالغ من العمر 23 سنة في البداية أن سبب دخوله عالم الإدمان منذ 1998 يعود إلى تأثره بمجازر الإرهاب التي كانت تميز المنطقة التي يسكنها فضلا عن بعض المشاكل العائلية. مضيفا أنه كان يتناولها من أجل نسيان مشاهد المجازر والقتل والتنكيل وبالتالي الهروب من واقع مر ومؤلم. * وفي رده على سؤال حول أنواع المخدرات التي تعاطاها كشف الشاب أن القنب الهدي والأقراص المهلوسة التي تنتشر، يقول، بشكل عادي وطبيعي بالسوق السوداء مقابل مبالغ بين 400 أو 600 دينار أو 1000 دينار في أسوأ الأحوال يدفعها يوميا للحصول عليها ليعيش لحظات من السعادة الوهمية. ويضيف: "عندما أتناولها أشعر بالخلوة والحاجة للأكل والنوم ولا أبالي بأحد أو أقيم وزنا لأحد". * ويتابع موضحا: "عندما أتناول "الحبة الحمراء" أو "مدام كوراج" كما تسمى بهذا الوسط، أشعر بشجاعة لا توصف وتجعلني أرى الناس كأنهم ذباب لا آبه بأحد حتى لو كان أمامي شرطي، وقد أشهر بوجهي السلاح ولا أتردد في الاعتداء عليه أو سرقته، وتدفعني للسطو على بيوت الناس وسرقة ممتلكاتهم لتحقيق هدف واحد هو الحصول على الأموال لمعاودة اقتنائها من جديد أو بيع الممتلكات للحصول على الأموال...".