اشتعلت سماء مدينة كويكول الرومانية سهرة الأربعاء الماضي، بالألعاب النارية والمفرقعات إيذانا بافتتاح الطبعة الرابعة من مهرجان جميلة العربي التي ستدوم لغاية الجمعة القادم. وكان الحفل بسيطا ممتعا، حيث اقتصرت فقرات الافتتاح على كلمة والي سطيف الذي وعد بالمزيد من القفزات في الطبعات القادمة. * ثم عرض فلكلوري لفرقة محلية قبل أن تستفرد فرقة كركلا اللبنانية بالحضور في مشاهد رائعة عبر لوحات فنية ممزوجة باستعراضات راقية أدتها الفرقة على مدار جزئين استغرقا ساعتين من الزمن في جديدها " فرسان القمر" الذي أنتج لأول مرة من طرف مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وعرض بقطر لأول مرة سنة 2005، وهو عمل يحكي قصة ملك يبحث عن ابنه الأمير في طابع راقص عروبي أصيل. * أما السهرة الثانية من المهرجان العربي الذي أعاد الحيوية والنشاط لهذه المدينة الأثرية فقد كانت جزائرية وامتزجت فيها الطبوع الموسيقية بين الطابع الشاوي والسطايفي وكذا طابع "الراي"، وقد كان لدخول فرقة الكاهنة ومطربها الحكيم وقعه الخاص لدى الجمهور الحاضر والذي صفق ورقص على أنغام "يامرحبا باولاد سيدي"، "صبرينة" وجملة من الأغاني التي أطربت الحضور، بينما حاول بعده الشاب وحيد هزّ مشاعر الجمهور ودفعه للرقص بأداء كوكتيلا متنوعا من الأغاني السطايفية الراقصة منها "فاطمة راني مهوٌل"، "نحلف براسك" وغيرها من الأغاني الخفيفة. * ولم ينتظر بعده الجمهور طويلا حتى أطل ملك الأغنية العاطفية هواري الدوفان الذي أبدع في إعادة باقة من أغانيه العاطفية خاصة منها أغنية "أولاد فاميليا" ،"نكري عمري فالشيراطون" التي حركت مشاعر الشباب الذين وقفوا للرقص في شكل مجموعات جلبت الأنظار، وعلى مدار ساعة كاملة تواصل أداء الدوفان وسط تفاعل كبير للحاضرين. * * هواري الدوفان: من لا يحترم "الراي" فليترك الساحة الفنية * ولم يتردد الفنان العاطفي، هواري دوفان، في توجيه انتقادات شديدة اللهجة لبعض المغنين الذين أصبحوا يسيئون ل "الراي" بأدائهم السلبي وكلماتهم الهابطة التي لا تتناسب والذوق الفني الجزائري، داعيا هؤلاء الذين يستغلون طابع الأغنية الرايوية للحصول على الشهرة والمال على حساب ذوق الجمهور إلى اعتزال الساحة الفنية، مضيفا في هذا الإطار أن أغنية "الراي" مثلت الجزائر أحسن تمثيل في مختلف المهرجانات الفنية العربية وحتى العالمية، ولأجل ذلك قال الدوفان إنه يحترم كثيرا الجمهور الذي يعتبر الحكم الوحيد على أداء كل فنان، وأنه يسعى دوما لإرضاء مستمعيه وأنه شديد الحرص على كتابة كلمات أغانيه بنفسه حتى لا يترك أحدا يتلاعب بمشاعر وأحاسيس جمهوره. * وأكد مطرب الشباب أنه وبعيدا عن الضجة الإعلامية التي كثيرا ما تحدث بالمغرب لبعض الفنانين الجزائريين، فقد أحيا الأسبوع الماضي حفلا كبيرا بمدينة الدارالبيضاء المغربية وحضره أكثر من 180000 متفرج وقد سارت الأمور بطريقة سحرية للغاية، مضيفا أنه لم يحشر نفسه في قضايا خارجة عن الإطار الفني، وكشف أنه بصدد التحضير لألبوم جديد يحتوي على عدة أغاني عاطفية ورومانسية سينزل بها للسوق مع مطلع شهر رمضان المعظم. * أما عن الحفلة التي أداها سهرة أول أمس على ركح الموقع الأثري بجميلة، فقد أكد هواري الدوفان أنه سبق له أن غنى أمام الجمهور السطايفي سنة 2005 وقد وجده هذه المرة في انتظاره بشغف وحرارة كبيرين زادت من حماسه للمشاركة في مهرجان الموسيقى الحالي الذي ستحتضنه مدينة برج بوعريريج مطلع شهر أوت القادم. * * لقطات من كويكول * - قامت مصالح ولاية سطيف بمبادرة ممتازة حينما شرعت في توزيع نحو 05 آلاف "شال" في شكل علم مرفوق بقبعة مزينة بشعارات المهرجان، وكانت الحصة الأكبر للقبعات للأطفال فيما افتك الكبار الشالات. * - لم يكن الحضور جماهيريا في سهرة الافتتاح رغم العرض الممتع لفرقة كركلا، وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة حول حقيقة هذا العزوف النسبي مع أن الكثير أوعز ذلك إلى كون السهرة كانت يوم الأربعاء وسيغير الأمر فيما بعدها بريتم متصاعد وفقا لأوزان الفنانين المعزومين. * - شكلت اللوحات الفنية المقدمة من فرقة كركلا اللبنانية مصدر إعجاب الحاضرين خاصة العائلات وبالذات النسوة اللواتي انبهرن باللباس الرائع الذي كسا عناصر الفرقة. * - كان والي سطيف ذكيا حينما اختصر كلمته الموجزة وأكد فيها على ضرورة استغلال منبر جميلة لإطلاق بعثة تنموية شاملة بالمنطقة، وهو الهدف الذي يبقى دوما شغلا شاغلا. * - كان الحضور الأمني مكثفا بدرجة كبيرة خاصة من طرف عناصر الدرك الذين تموقعوا في كل زوايا الركح الروماني مدعمين ببقية الأجهزة وعناصر الفيجيل.