على الطريقة السطايفية، بالفلكلور الشعبي المميز لأعراس وأفراح سطيف العالي، بأنغام الزرنة والطبلة والرقص فوق ركح كويكول، في ديكور امتزج فيه "بينوار" العمريات "بالبرنوس" و"الكاشطة" رمز الرجولة والشهامة، زادها رونقا دوي البارود والألعاب النارية التي ضوت سماء جميلة، صنعت لوحة جميلة جمال "جميلة"، أعطت مشهدا أجبر الحضور لاسيما من الفضوليين على اغتنام الفرصة بأخذ ذكريات باستعمال كاميرات الهواتف الخلوية.. هكذا أرادت "جميلة" أن تدشن مهرجانها العربي الرابع .. كما عودتنا عليه في السنوات الماضية.. لم تخالف كويكول العادات وبقيت محافظة على تقاليدها، ففتحت أبوابها وذراعيها لضيوفها في مهرجانها العربي الرابع الذي انطلقت فعالياته سهرة الأربعاء المنصرم.. حفل الافتتاح أشرف عليه والي ولاية سطيف بحضور والي ولاية برج بوعريريج والمدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، تخلله تقديم باقة من الفلكلور المحلي السطايفي لديوان "عامر" تفاعل معها الحضور المتواضع للجمهور بالرقص والتصفيق، تلتها بعد ذلك الفرقة المسرحية اللبنانية العالمية" كاركلا" التي صنعت لوحة فسيفسائية لا يجيدها إلا أبطال محترفون .. بعد "لبنان الصمود والتصدي" التي عرضت في الطبعة الثانية لمهرجان "جميلة بعلبك"، عادت كاركلا برائعة أخرى أبهرت الحضور بعرض جديد حمل عنوان "فرسان القمر" كوريغرافيا إيفان كاركلا وإخراج المخرج العالمي عبد الحميد كاركلا.. على ساعتين من الزمن استمتع فيها ضيوف جميلة بلوحات فنية رائعة لعرض فني راق في عالم الحب والتمثيل والسلام بمسرحية فرسان القمر، وفي "فرسان القمر" جدد عبد الحليم كاركلا لغته الراقصة وأمعن في بلورتها. هذا العرض الذي شاءه عربياً بل بدوياً بجوّه، وذا منحى فولكلوريا خليجيا تمثل خصوصاً في الصحراء وصيد اللؤلؤ، يجسد صورة متطورة لمسرح كاركلا ولغته التي باتت تميّزه في عالم الرقص. لوحات كوريغرافية جميلة تتوالى حسب الأفكار التي تحملها ضمن سياق "الحكاية". رقصات متتالية عمادها الحركة المتنامية والخفيفة ، ترسمها أجساد الراقصات والراقصين على إيقاع الموسيقى وعلى وقع الخطى المرسومة ببراعة وشفافية. راقصات وراقصون جدد في معظمهم، يمضي كاركلا معهم في لعبة التحديث والإبداع مستفيداً من نضارتهم واندفاعهم. فرسان القمر حكاية ملك وولديه الأميرين وغجرية تُتّهم بإغواء أحد الأميرين فيمرض ويختفي فتحاكم وتقتل. ثم تأتي ابنتها "سمر الليل" لتنتقم لها... ومن جهة أخرى تقوم قصة حب بين نور (هدى حداد) والأمير (ايلي شويري) والفارس (سيمون عبيد)، ويظهر في الختام أن الأمير والفارس المتنافسين على حب نور هما شقيقان، وتنتهي الحكاية نهاية سعيدة. يذكر أن سهرة الخميس والجمعة للطبعة الجديدة لمهرجان جميلة رسمها كل من فنان الرومانسية هواري الدوفان، الشاب وحيد وفرقة الكاهنة وكذا زكية محمد وفرقة محبوب، ليكون الفنان اللبناني مروان الخوري مسك ختام السهرة.