عين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رئيس وزرائه السابق نائباً له، الأحد، في خطوة تهدف على الأرجح إلى تحسين فرص التوصل إلى تسوية سلمية للحرب الأهلية التي أجبرت هادي على الفرار إلى السعودية. وقال مستشار رئاسي لوكالة رويترز للأنباء، "أصدر الرئيس قراراً بتعيين خالد بحاح نائباً له". وبحاح شخصية محبوبة عبر طيف من الفصائل المتناحرة في اليمن وقد ينظر إليه على أنه الشخص الذي يستطيع تهدئة التوتر وإقناع الأطراف المتحاربة بالجلوس إلى طاولة التفاوض. وقال مساعد هادي لرويترز، "تعيين بحاح قد يساعد في إيجاد حل سياسي في إطار الجهود الرامية لاستئناف عملية الحوار التي ترعاها الأممالمتحدة". وقالت مصادر حكومية يمنية رفيعة المستوى لوكالة الأناضول للأنباء، إن بحاح سيؤدي أمام الرئيس هادي في الرياض اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية نائباً له، بحضور عدد من الوزراء. ولا يلوح في الأفق أي مؤشر على أن الحرب ستتوقف قريباً. وتقصف السعودية وحلفاؤها العرب اليمن منذ أكثر من أسبوعين أملاً في وقف تقدم مقاتلي الحوثي نحو مدينة عدن الساحلية الجنوبية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس (الأحد)، إنه يشعر بالقلق من القتال ودعا إلى إجراء محادثات سلام. وقال بان للصحفيين في العاصمة القطرية الدوحة، "بالنسبة لليمن فإنني اعترضت بشدة على محاولة الحوثيين السيطرة على البلاد بالقوة.. هذا غير مقبول. لكنني أشعر أيضاً بقلق عميق من التصعيد العسكري". وأضاف "يجب عدم السماح للأزمة الداخلية في اليمن بأن تتحول إلى صراع إقليمي طويل.. نحتاج على وجه عاجل إلى وقف التصعيد والعودة إلى المفاوضات السلمية". ورفضت السعودية يوم الأحد دعوات إيران إلى وقف الضربات الجوية على اليمن، في حين قال مصدر طبي، إن الهجمات التي تقودها السعودية أصابت معسكراً للجيش في مدينة تعز مما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين. وأشار المصدر الطبي إلى أن الغارات الجوية على تعز استهدفت موقعاً يسيطر عليه جنود موالون للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي تحالف مع الحوثيين ضد فصائل محلية في الجنوب. وكانت احتجاجات حاشدة أجبرت الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على التخلي عن السلطة في عام 2012، لكن الموالين له في الجيش ما زالوا في أماكنهم ويقاتلون الآن إلى جانب الحوثيين.
* السلطة الشرعية وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في الرياض، "كيف يمكن لإيران أن تدعونا لوقف القتال في اليمن.. نحن أتينا إلى اليمن لمساعدة السلطة الشرعية فإيران ليست مسؤولة عن اليمن". وكان الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وصف يوم الخميس، الضربات الجوية بأنها "جريمة وإبادة". ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى وقف لإطلاق النار وإجراء حوار بين فصائل اليمن. وتخشى السعودية وحلفاؤها العرب من أن إيران تسعى لأن يكون لها نفوذ أكبر في المنطقة من خلال دعم جماعات شيعية مسلحة. وهو اتهام تنفيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وتقول طهران إنها لا تقدم أي دعم عسكري للحوثيين. ونفت يوم الأحد، ما ذكره مسلحون في عدن بأنهم أسروا ضابطين إيرانيين كانا يقدمان المشورة للحوثيين. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قوله "إيران ليست لها أي قوة عسكرية في اليمن". وقال مسؤول محلي، إن من يشتبه أنهم متشددون من تنظيم القاعدة قتلوا عقيداً بالجيش في محافظة شبوة بوسط البلاد يوم الأحد. ومن ناحية أخرى قال سكان لرويترز، إن أحد قادة تنظيم القاعدة قتل في هجوم بطائرة أمريكية بلا طيار على ما يبدو على مجموعة من المتشددين غربي مدينة المكلا الساحلية المطلة على بحر العرب. وهذا هو أول هجوم يعلن عنه بطائرة دون طيار ضد فرع تنظيم القاعدة في اليمن، منذ أن أجلت الولاياتالمتحدة نحو مائة من القوات الخاصة التي تقدم المشورة للقوات اليمنية الشهر الماضي. وذكرت الأممالمتحدة أن الصراع أسفر عن مقتل 600 شخص وإصابة 2200 كما شرد نحو مائة ألف، منذ أن استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر.