في الوقت الذي أكد لخضر بن تركي، رئيس ديوان الثقافة والإعلام، ونائب محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وبصم على ذلك سامي بن الشيخ الحسين، محافظ التظاهرة، أن كل العروض التي ستقدم على مدار سنة من التظاهرة، وغالبيتها بقاعة "أحمد باي" الزنيت سابقا والبقية بين قصري الثقافة وقصر الباي ومسرح الهواء الطلق ستكون مجانا. بدأ التخوف وحتى انتقاد هذا التوجه من طرف العارفين بالشأن الثقافي والفني على وجه الخصوص، بعد تجربة الحفلين المفتوحين للجمهور حول عرض ملحمة قسنطينة الكبرى في عز الربيع وزمن الدراسة، بين استحالة التحكم في عشرات الآلاف من الراغبين في حضور الحفلات من كامل ولايات الشرق الجزائري، وحتى من الوسط والجنوب والغرب ومن المهجر، فما بالك مع حلول الصيف وحضور نجوم محبوبين من طرف الجمهور، بالرغم من أن السيد لخضر بن تركي كرّر مرة أخرى أول أمس، أنه لا اسم فنيّ يمكن تأكيد حضوره أو حتى برمجته خلال سنة عاصمة الثقافة العربية 2015، لأن كل بلد عربي مشارك له كل الحرية في اختيار الأسماء التي يقترح تنشيطها لمختلف الأسابيع الثقافية الخاصة بالتظاهرة. وسيكون المشرفون على التظاهرة بسبب مجانية الدخول والأبواب المفتوحة للجميع، أمام امتحان عسير بداية من الاحتفال بالذكرى الثانية لرحيل الفنانة وردة الجزائرية المصادف للسابع عشر من شهر ماي، حيث من المفروض أن يأخذ الاحتفال بُعدا عربيا، وقد تشارك الفنانة السورية أصالة نصري المقيمة حاليا في مصر والفنان التونسي صابر الرباعي، اللذين أعلنا موافقتهما لحضور هذه الحفلة التي ستقام في قاعة الزينيت، بذكريات احتفال وردة الجزائرية في مهرجان تيمقاد لعام 2002 بعيد ميلادها، أي بحضور نفس الفنانين اللذين غنيا لها "علي جرى" وأيضا مقاطع من أغانيها، وهما فنانان محبوبان في الجزائر وطاقة استيعاب القاعة التي لا تزيد عن الثلاثة آلاف مقعد، ستكرر نفس الفضائح التي حدثت في حفلي الملحمة باعتراف محافظ التظاهرة الذي وعد بإعادة الملحمة إلى قسنطينة بعد شهرين. وكانت بطاقة الدعوات قد أحدثت فتنة كبيرة حيث وزعت المحافظة الآلاف، على بعض الجمعيات والأصدقاء فقط، إلى درجة أن مشاهير الفن في قسنطينة حاولوا الحضور فلم يتمكنوا وغابت العائلات. وبالرغم من تطمينات المحافظ بألا تتكرر نفس المهازل، إلا أنه لا أحد يراهن على إنجاح توزيع بطاقة الدعوات في الحفلات القادمة بداية من السابع عشر من شهر ماي، وفي الأذهان ما حدث من فضائح عام 1999 عندما احتفلت قسنطينة بمرور 2500 سنة على تأسيسها، فاستقبلت أولا الفنانة دينا حداد ونقلت حفلها إلى ملعب حملاوي حيث حضر خمسون ألف متفرج في فوضى عارمة، ومازالت ديانا إلى حد الآن تتحدث عن تلك الحفلة الفاشلة، بسبب المجانية التي أدخلت حفلة كاظم الساهر في نفس الأسبوع في فوضى عارمة حيث دخل السكارى وتم قذف الفنان العراقي في عز شهرته بقارورات الخمر من طرف سكارى وجمهور الملاعب مما ذكر البعض بما حدث لفريد الأطرش عام 1952 بمسرح قسنطينة عندما قذفوه بالطماطم ليس بسبب أغنيته الشهيرة بساط الريح- كما يشاع- التي لم يكن قد غناها بعد، وإنما لأن الحفلة فتحت لعامة الناس. يذكر أن المشهد المسرحي والسينمائي ينطلق اليوم الأربعاء، في انتظار أهم عرض كلاسيكي سينفوني بمشاركة 120 عازف نصفهم من البلاد العربية.