قاعة الزنيت مكسب تحقق في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، تتصدر الإطلالة على مدينة الصخر العتيق بأعالي عين الباي، تسع 3500 مقعد وبها أيضا 3 قاعات أخرى أصغر حجما، وعدّة فضاءات بمقاييس عالمية، كانت اليد العاملة الصينية وما تزال تضع لمساتها الأخيرة على التجهيزات والآلات عندما دخلنا لحضور تدريبات الفرقة الفنية التي قدمت في حفل الافتتاح "ملحمة قسنطينة الكبرى". الفريق المشرف على الإخراج من فنيين وتقنيين ورجال الديوان الوطني للثقافة والإعلام مثل خلية نحل يقدمون التوجهات للفنانين والراقصين على الخشبة، أن توجه وتتحكم في أزيد من 400 فنان ليس بالأمر السهل "450 فنان و650 عنصر، بالإضافة إلى الطاقم الأجنبي"، وأن تختصر 3 آلاف سنة من التاريخ لم يكن أيضا بالأمر الهين يقول الدكتور عبد الله حمادي المشرف على ضبط المراحل التاريخية في العمل، التي قدمت في قالب شعري. عبد الله حمادي، أكد للشروق أن "ما تمت كتابته يتطلب أزيد من أربع ساعات من العرض على الخشبة، فتم اختصارها إلى ساعتين فقط بتقليص بعض المراحل التاريخية. إنها مدينة ضاربة في عمق التاريخ والأسطورة يقال إنها وجدت منذ عهد عاد وأنها المدينة التي ظهرت مباشرة بعد طوفان نوح"، يضيف الدكتور حمادي، أن نص الملحمة وقعه خمسة مؤرخين بعد أن بحثوا في أمهات الكتب التاريخية عن جذور مدينة "الهوى والهواء". وتم تقديمه مسرحيا على الخشبة بتوقيع المخرج فوزي بن ابراهم، وعلي عيساوي. تم الاعتماد على تقنية العرض ثلاثية الأبعاد مع استعمال المؤثرات الخاصة التي تعطي للعمل بعده الدرامي لصناعة الفرجة. الملحمة تستعرض مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها قسنطينة يرويها حليم زريبع ويجسدها فنانون من 25 ولاية على الركح الكبير"600 متر" من بينهم 108 ممثل و160 راقص يقودهم علي عيساوي، في أول تجربة له في هذا النوع من الأعمال التي استند فيها لخبرته في الإخراج التلفزيوني . إضافة إلى 25 مؤطرا، في مختلف الفنون البصرية والأداء الجسماني من بينهم كيمدة عبد القادر المشرف على تصميم الرقصات وتوفيق، المشرف على الكوريغرافيا. قدم العمل في شكل لوحات فنية تتراوح بين 5 إلى 12 مشهدا في كل حقبة تاريخية لمدينة الصخر العتيق منذ ظهور الإنسان الأول بها إلى الوقت الحالي، مرورا بالحروب والمعارك والصراعات التاريخية لمختلف الحضارات والأعراق والأجناس التي مرت على المدينة. قايا، ماسينيسا، الكاهنة، عقبة بن نافع، ابن باديس، بن بولعيد.. أحمد باي ، الصالح باي ... شخصيات عادت من على ركح الزنيت لتعيد قول التاريخ شعرا. الخبرة الصينية التي وقعت تصميم قاعة الزنيت، كانت لها أيضا لمستها في تجسيد الملحمة في الجانب المتعلق بالإضاءة وتقنيات الفيديو والتحكم في الإضاءة، فريق البالي على مدار ساعتين من الزمن أبدع بالعارضين والشباب المؤدي لمختلف اللوحات الفنية في اختصار تاريخ قسنطينة بصريا لجمهور الزنيت وإن كان التاريخ صعب أن يختصر.