أعلن المدير العام للديوان الوطني للثقافة و الإعلام السيد لخضر بن تركي يوم الأربعاء من تيبازة عن توجيه الدعوة ل21 دولة عربية للمشاركة في فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية المزمع انطلاقها يوم 15 ابريل القادم. جاء هذا في ندوة صحفية نشطها المسؤول بمقر ملحقة الديوان "سليم شنوة" بتيبازة ختاما لزيارة توجيهية لفائدة الصحافة الوطنية للاطلاع عن قرب على كواليس تحضيرات ملحمة قسنطينة الكبرى التي ستعرض في ثاني يوم من افتتاح التظاهرة بقاعة الزينيت بحضور مخرج الملحمة السيد عبر عيساوي. و ستترجم مشاركة الدول العربية من خلال إقامة أسابيع ثقافية لكل دولة حسب السيد بن تركي الذي أكد في السياق أن دولة فلسطين ستحضى بشرف تنظيم أول أسبوع تليها دولة مصر ثم المملكة العربية السعودية على أن تتولي فيما بعد مشاركة باقي الدول وفق رزنامة يتم تحديدها بالتنسيق مع الوفود المشاركة على مدار السنة. و موازاة مع ذلك سيتم تنظيم قوافل فنية لتجوب انطلاقا من عاصمة الشرق الجزائريقسنطينة باقي ولايات الوطن في إشارة "رمزية" من محافظة المهرجانات التي ارتات أن "تتفاعل" الجماهير في كل ربوع الوطن مع التظاهرة. و في سياق أخر أكد السيد بن تركي بصفته مسؤول عن التنشيط الثقافي للتظاهرة أن الديوان الوطني للثقافة و الإعلام يعد حلقة من ضمن 10 دوائر مكلفة بهيئة تنظيم التظاهرة التي ستعكس صورة الجزائر "الأدب و الثقافة و الفن" على الصعيد العربي و العالمي، مشيرا إلى أن ميزانية التظاهرة ليست من صلاحيات الديوان. كما اكد ردا على تصريحات بعض الفنانين الذين ابدوا عدم رغبتهم في المشاركة في التظاهرة أن الديوان الوطني للثقافة و الإعلام لم يوجه لحد الساعة أية دعوة لا للفنانيين الوطنيين أو الأجانب متسائلا عن أسباب "إثارة" مثل هذه المواضيع قبل ان يؤكد مرة أخرى أن الاستعدادات جارية بنسبة 70 بالمائة و ستتواصل طيلة سنة كاملة. و سيشارك في حفل الافتتاح "الشعبي" و "الرسمي" الذي سيقام على التوالي يومي 15 و 16 ابريل قرابة 750 فنان و مواهب شابة حيث ستعرف الانطلاقة من خلال استعراض شعبي للفرق و الدول و الولايات المشاركة على متن شاحنات الجيش الوطني الشعبي ليجوبوا مختلف الشوارع العتيقة لقسنطينة لإبراز ثقافة و عادات كل منطقة على ان يقود القاطرة وفد الولاية المستضيفة للتظاهرة قسنطينة. و فيما يخص الافتتاح الرسمي الذي ستحتضنه قاعة "الزينيت" التي تحتوي على ثلاثة قاعات عرض أهمها تلك التي توفر 3000 مقعد، حيث سيرض المخرج علي عيساوي عمله "ملحمة قسنطينة الكبرى" على مدار الساعتين من الزمن و بمشاركة قرابة 450 فنان و فنانة من 25 ولاية في مجالات الرقص و المسرح و الغناء و الكوريغرافيا حسب السيد بن تركي. و في السياق كشف المخرج عيساني عن استعمال ل"اول مرة" تقنية الصورة ثلاثية الأبعاد ما سيضفي العنصر الدرامي على الملحمة حيث سينسجم و يتناغم الممثل فوق الخشبة مع العرض الصوري مؤكدا بذلك ضمان "الفرجة" للجمهور الذي سيتسنى له مشاهدة الملحمة 5 مرات بذات القاعة. و اشار المخرج الى العامل الثاني "المهم" المتمثل في "الاضائة" حيث تم الاستعانة بالخبرة الصينية في المجال لما لهم من تحكم في التقنية حيث ان التوجه الحالي في مثل هذه الاعمال يسير نحو تقليص الديكور واللعب على الاضائة. و بخصوص نص الملحمة العنصر الاهم في كل عمل مسرحي قال المخرج عيساني انه من تأليف خمسة دكاترة من جامعة قسنطينة باشرف الدكتور عبد الله حمادي حيث استعرض الباحثون مختلف الحقبات التاريخية التي عاشتها مدينة الجسور المعلقة إلى غاية الاستقلال بلسان عربي على اعتبار ان التظاهرة "عربية". و عليه ستروي المحلمة 5 حقبات على غرار مرحلة النوميديين و البزنطيين و الفتوحات الإسلامية و الحقبة العثمانية و الاستعمار الفرنسي و كل حقبة لها لوحات فنية يعبر عنها الفنانون عن طريق عروض مسرحية و الرقص و الغناء و الكوريفرايفيا، مشيرا إلى انه تم اخذ بعين الاعتبار كل التفاصيل الجمالية للعرض سيما منها المتعلقة باللباس.