ناقش اربعة وزراء دفاع اوروبيين الاحد كيفية تعزيز التصدي لمهربي المهاجرين في المتوسط وتأمين تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا برعاية الاممالمتحدة. واجتمع الوزراء الاربعة في لوريان بغرب فرنسا في الذكرى السبعين لتحرير المدينة في الحرب العالمية الثانية، فيما غابت عن اللقاء نظيرتهم الايطالية روبرتا بينوتي. وبعد سلسلة حوادث غرق مأسوية لمهاجرين، بحث الوزراء خصوصا الاقتراحات التي ستعرضها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الاثنين امام مجلس الامن الدولي تمهيدا لتحرك عسكري ضد المهربين الذين ينشطون خصوصا في ليبيا. وقال لودريان في مؤتمر صحافي مشترك “ينبغي اولا تبادل المعلومات لتحديد مكان وجود المهربين ووسائل النقل” التي يستخدمونها. واضاف “بعدها، يجب القيام بعمل رادع ولا يمكن ان يحصل ذلك الا بتفويض من الاممالمتحدة الذي لا يزال قيد المناقشة”. وقرر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي في اجتماع طارىء عقدوه في 24 نيسان/ابريل طلب موافقة الاممالمتحدة للقيام باعمال عسكرية ضد مهربي المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا. وينوي الاتحاد الاوروبي اعتراض المراكب التي يستخدمها المهربون ويحملونها بالمهاجرين ثم يتركونهم لمصيرهم في اعالي البحار، لكن هذا المسعى يصطدم بالقانون الدولي الذي يمنع دخول المياه الاقليمية الليبية او اعتراض سفينة ترفع علما بدون تفويض دولي. وفي انتظار موافقة الاممالمتحدة التي قد تواجه اعتراضا روسيا، بامكان الاوروبيين التحرك للتصدي للسفن التي لا ترفع علم اي دولة. وفي اي حال، فان تقاسم المعلومات سيكون اساسيا لتحديد المناطق التي تبحر منها مراكب المهاجرين والزوارق الواجب استهدافها والوضع الامني في ليبيا. ويمكن ان تكمل المراقبة الجوية وعبر الرادار عمليات التنصت الهاتفية والمعلومات التي تجمعها البوارج التي تجوب المتوسط حاليا وخصوصا في اطار مهمة تريتون الاوروبية. وقال لودريان الاحد “اذا توصل (المبعوث الاممي) برناردينو ليون الى اتفاق في ليبيا والى تشكيل حكومة وحدة وطنية، اذن ستكون هناك مرحلة انتقالية وينبغي حماية حكومة الوحدة الوطنية وسنفكر (مع المسؤولين الاوروبيين في بروكسل) في كيفية حمايتها”. وتسعى فرنسا التي كثيرا ما تشكو من مواجهتها الارهاب منفردة وخصوصا في افريقيا، الى تطوير الدفاع الاوروبي الذي سيشكل احد تحديات القمة الاوروبية في حزيران/يونيو. وابدى رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الخميس تحفظا عن السياسة الاوروبية في مجال الدفاع. وابدى اسفه خصوصا لتحرك اعضاء الاتحاد الاوروبي منفردين لشراء التجهيزات العسكرية. وشدد لودريان على انه بعد سبعين عاما من انتهاء الحرب العالمية الثانية، “فان المعركة هي معركة اوروبا الدفاعية”. وصرحت فون دير ليين “بحثنا امكانات تكثيف فاعلية المجموعات التكتيكية بهدف استخدامها في مهمات اوروبية”. ويبقى الهدف النهوض بموازنات الدفاع في الاتحاد الاوروبي وتعزيز القدرات العسكرية الاوروبية، وخصوصا في مجال الطائرات بدون طيار، وتمتين القاعدة الصناعية في مجال الدفاع. وفي هذا السياق ستنجز فرنسا والمانيا معا قمرا صناعيا عسكريا للمراقبة. ومن المقرر ان تبدأا مع ايطاليا هذا العام دراسة حول تصنيع طائرة اوروبية دون طيار. وعلق بيدرو مورينيس “اذا اضفتم الى القدرات العسكرية، القدرات البشرية لاوروبا على صعيد الدفاع، سيكون امامكم ثاني قوة عسكرية في العالم. ينبغي بذل الجهد بحيث يتم نشر (هذه القدرات) في الشكل المطلوب”.