أنهت الغرفة الجهوية للمحضرين القضائيين لناحية الشرق الأحد، من عاصمة الحماديين بجاية، المرحلة الأولى من التكوين، الموجه لهؤلاء الضباط العموميين، بتنظيم تجمعها الجهوي الثاني هذه السنة، بعد اللقاء الأول المنعقد بعاصمة الزيبان بسكرة منذ شهرين، وعقب رحلات مكوكية مكنت في ظرف 6 أشهر، أعضاء الغرفة ال15 من الاطلاع على المشاكل التقنية التي تعيق عمل المحضر ب14 مجلسا قضائيا. لقاء مطلع الأسبوع الجاري، المتزامن انعقاده مع انتفاضة سكان سطيف، ڤالمة، خراطة في الثامن ماي 45، وما خلفته آلة الاستعمار البشع في حق الجزائريين، حاولت فيه قيادة المحضرين بالشرق برئاسة الأستاذ بوقرن الخير، الانتفاضة في هذا اليوم من جامعة الشهيد عبد الرحمان ميرة، ولكن ضد نمط التكوين والتركيز خصوصا على السلامة الجسدية للقائم بتنفيذ الأحكام والقرارات والأوامر الصادرة من مختلف الجهات القضائية. ملتقى بجاية، الذي جمع القضاة بقيادة عضو المجلس الأعلى للقضاء، السيد لعزيزي الطيب والمحضرين القضائيين بزعامة الرجل الأول في التنظيم الأستاذ بوشاشي إبراهيم، وبالاستعانة بأطباء متخصصين في أمراض الضغط والقلق، ومدربين في التنمية البشرية، دق ناقوس الخطر ووضع الأصبع على الجرح، إزاء عدد من المنغصات التي تعيق تحقيق الأمن القانوني والقضائي وحتى الاجتماعي للذراع الأيمن للعدالة، وتعرقل تحقيق تنفيذ فعال. جلّ مداخلات هذا الملتقى الذي أدار أشغاله الدكتور سقاس الساسي، توصلت إلى كون العمل الذي يقوم به المحضر القضائي مرهقا ومقلقا على جميع مستويات محيطه المهني وعلى مدار ساعات اليوم، ما يجعله عرضة للضغوط المؤثرة على ذاتيته ويستوجب توسيع مجالات التكوين ليشمل الجوانب الصحية والنفسية. توصيات هذا الملتقى القضائي، استغلت حضور نائب بالبرلمان عن جبهة التحرير الوطني صاحب الأغلبية البرلمانية، لتصدر توصية قرأها رئيس اللجنة الوطنية العلمية الأستاذ عبيد الشارف مختار، تطالب بضرورة التفكير في تغيير وتعديل كل التشريعات المنظمة للمهنة وجعلها أكثر تطورا وملاءمة مع واقع وخصوصية المهنة، مع التشديد على إشراك أهل المهنة في صياغة مشاريع القوانين ذات الصلة بالمهنة.
وفي وقت كانت فيه وقفات للذكرى والترحم على شهداء أحداث الثامن ماي 45 بالمنطقة، صنع المحضرون تحت إدارة مهندسي اللقاء، الأستاذان شادي عبد الحميد وراشدي مراد نقيب الغرفة وأمينها العام على التوالي، أروع صور للتضامن مع شهداء المهنة الذين فتكت بهم الأمراض وأنهكت الضغوطات أجسادهم، بتكريم عائلاتهم، فكان اللقاء للتكوين وللذكرى.