تنظم الغرفة الجهوية للمحضرين القضائيين بالشرق، بعد غد السبت، ملتقى علمي جهوي بقاعة المحاضرات بجامعة عبد الرحمان ميرة ببجاية، تحت عنوان "مخاطر مهنة المحضر القضائي". الملتقى الثاني لغرفة الشرق هذا العام بعاصمة الحماديين، بعد ملتقى عاصمة الزيبان بسكرة منذ شهرين، خرجت فيه عن المألوف في ملتقياتها السابقة، المركزة خصوصا على شرح مسطرة التنفيذ الواردة في قانون الاجراءات المدنية والإدارية الموضوعة بعض نصوصها على طاولة الحكومة لتعديلها الى عرض المخاطر المحفوفة بمهنة عمرها يقارب الربع قرن. الملتقى الذي استعانت به الهيئة التي يترأسها الاستاذ بوقرن الخير، بخبراء في التنمية البشرية واساتذة جامعيين مختصين، سيبحث عن دوافع جنوح المنفذ عليهم إلى تبني أسلوب العنف في تعاملهم مع المحضرين القضائيين، والاعتداء عليهم أثناء قيامهم بتنفيذ الأحكام القضائية. وفي وقت يتحرك فيه قانون العقوبات لردع مرتكب جنحة اهانة القاضي اثناء ممارسة مهامه، يبقى ذات القانون يتفرج أمام أساليب الضرب والشتم وكل الإهانات التي يتعرض اليها المحضر القضائي، بل إن ذات القانون يلزم هذا العون القضائي الاستعانة بشهادة الشهود في حالة الاعتداء عليه، حتى يتم قبول شكواه أمام القضاء، وكأن محاضره الرسمية التي يستند اليها القضاء في العديد من أحكامه، لا تؤتي أكلها عندما يكون هذا الضابط العمومي ضحية. صور حية، يحكيها في هذا الملتقى من اكتوى بهذه المخاطر وفي العديد من الجهات والمرات، ووصلت إلى حد الترصد له ومحاولة قتله واختطافه، فضلا عن الاعتداء عليه بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء، وهو ما يستدعي فرض إجراءات قانونية عاجلة لحماية المحضر داخل وخارج مكتبه، من الذين لا تعجبهم أحكام العدالة.
حالة الخوف والرعب اليومية، التي يعيشها هؤلاء الأعوان القضائيين، انعكست على حالتهم النفسية، وتسببت لهم في كثير من الامراض المزمنة كالسكري وضغط الدم وغيرها من الأمراض، كانت من بين أسباب وفاة عدد من المحضرين في الأشهر الأخيرة بسبب ضغوطات يعيشونها سواء من طرف النيابة أو المتخاصمين.