اكتشفت فرقة خبراء آثار تقودها الباحثة عائشة مالك ومجموعة باحثين فرنسيين، مساء الأربعاء الفارط، اختفاء أجزاء رئيسية من فسيفساء "النمرة" النادرة وغير المقدرة بثمن من الموقع المغطى، ما يعني وقوع عملية سرقة منذ فترة، غير أنها لم تكتشف سوى يوم الأربعاء بمناسبة مواصلة عمليات البحث المستمرة منذ 2012 بعودة الفرقة المشتركة في بعثة جديدة أجرت خلالها منزلين بالمدينة. أكدت مصادر مطلعة أن المجموعة الإقليمية للدرك الوطني فتحت بصفة رسمية تحقيقا، سيتم الاستعانة فيه بخبرة الفرقة الجهوية للآثار بولاية قسنطينة فيما سيحل خبراء الفسيفساء المنتدبون، من قبل وزارة الثقافة خلال الساعات القادمة لدراسة ظروف ارتكاب جريمة تراثية تشير كافة المعطيات أن "فاعلها يتوفر على معلومات دقيقة حول قيمة الأجزاء المقتطعة بحرفية كبيرة أو يملك إحاطة علمية بالقيمة الكبيرة للوحة الفسيفسائية". وتؤكد معلومات أخرى هذا الطرح في ظل قرائن تؤكد أن اللوحة الفسيفسائية المثبتة، في الأرضية تبلغ مساحتها 200 متر مربع ومتواجدة بموقع كائن في العراء بجوار الطريق المؤدي لمنطقة مركونة ومحمية بشبكة، ومخبأة تحت التراب المعالج بمادة البوليستار، على عمق 40 سنتمترا وقد تمكن اللصوص الخبراء من تقطيع الرأس واليد من قطعة النمرة وهي الأجزاء الأكثر أهمية وقيمة في لوحة مساحتها 200 متر مربع، وغذى ذلك شكوك أولية لدى المحققين بأن الفاعل أو الفاعلين، أصحاب صنعة في المجال أو لديهم دراية واسعة بمجال بيع التراث على المستوى الدولي. وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات من مفاجآت ونتائج حاسمة، في ظل حالة الطوارئ التي اعلنتها مصالح الأمن المختصة في المصنفات التراثية؛ أعادت العملية للأذهان قضية سرقة التمثال النصفي للقائد أدريان من ساحة مكشوفة بمدينة تيمڤاد الأثرية منذ سنوات خلت وهي العملية، التي كشفت التحقيقات عن فرضية تورط مستشار ثقافي بسفارة مغاربية، كان زار المنطقة رفقة عدد من الصحفيين وعزز ذلك مشاهدة نسخة من التمثال المسروق لدى مسؤول ليبي سابق، باعتبار أن أدريان من أصول شمال افريقية.