دعا الفنان العالمي لوران أوتزينڤار الجزائريين لاستغلال الأحجار الكثيرة »المتناثرة« في كل مكان وتحويلها إلى لوحات فسيفسائية تتسع لمختلف المواضيع الجمالية المعاصرة. وقال لوران، لدى إشرافه على دورة تدريبية لفنانين شباب بتيبازة في فن تصميم وإنجاز الموازييك، إن »الحجر« بالجزائر مميز بألوانه وأشكاله التي لا توجد في أي مكان من العالم وهو ملقى في كل مكان في البحر والجبل والصحراء. ويؤطر الفسيفسائي الفرنسي لوران أوتزينڤار دورة تكوينية بفيلا أنجالفي لفائدة 10 فنانين وموهوبين من مختلف مدن تيبازة ومن مختلف المستويات العلمية. الدورة تشرف عليها مديرية الثقافة لولاية تيبازة بالتنسيق مع جمعية »همزة وصل للتضامن« وتدوم لمدة عشرة أيام. وتهدف الدورة الأولى من نوعها حسب السيد حسين طيلب، ممثل مديرية الثقافة إلى السماح للشباب الموهوب إلى تعلم فن الفسيفساء وتصميمها من البداية إلى النهاية، ليضيف للشروق أن فن الفسيفساء له تقنيات سواء في شكل ولون الأحجار وهو فن غائب عندنا«.وحسب القائمين على العملية فقد سبق للفنان العالمي لوران أن أشرف على عمليات مماثلة في دول العالم وهي المرة الأولى التي يكوّن مبدعين جدد في فن الفسيفساء. وتعتبر الدورة حسب المتدرب علي بوراس، الذي تلقى دروسا في تصميم اللوحة الفسيفسائية »دورة تطبيقية حول الأشكال والألوان والمواد المستعملة لإبداع لوحة جديدة ومعاصرة تتحول الأحجار فيها إلى لغة حية«.وفي لقاء جانبي مع مشرف الدورة المبدع العالمي في تصميم الموزاييك، أكد لوران أوتزينڤار "للشروق" أن الشباب »أبدى اهتماما كبيرا وله دراية بالألوان والأشكال لأنه إبن ولاية عرفت فن الموزاييك مع الرومان«.ويعرف لوران الفسيفساء »بأنها تنسيق للأحجار« وهي »إبداع مفتوح ليس للأشكال الرومانية فقط بل لكل المواضيع المعاصرة«. كما تساءل لوران »في أوربا هناك طلب كبير على الموزاييك حيث يقبل عليه الخواص والعوام ويوظف في الواجهات بشكل كبير ولكن هنا الأمر مغاير وغائب للأسف«.واعتبر لوران الأمر غير مبرر وغريب، باعتبار أن أرض الجزائر تحتوي على أشكال وألوان لا توجد في أوربا، ليضيف وهو يكسر أحجارا جلبها من شنوة ومناصر قائلا للشروق »أنظري هذا اللون الأخضر هو الذي استعمله الرومان في لوحة فسيفساء لا جانشي وهذا اللون الوردي وهذا البنفسجي المختلط بالوردي وهذا الأصفر الخردلي هذه ألوان لم أصادفها في أي مكان وأدعو الجزائريين لإعادة استغلالها في الفسيفساء وفي كل مكان«.الخبير في تصميم الفسيفساء دعا إلى العودة إلى فن الفسيفساء والأشكال المختلفة »أشكال الأرابسك وقد أبدع المسلمون في الزليج وبإمكان الجزائريين أن يبدعوا ليس بالملعب الروماني بل بأي شكل لأننا عندما نقسم الحجر نجد المفاجأة«، قال لوران للشروق، مؤكدا أن »الله خلق الجمال في كل شيء حتى في الحجر«.