تقرن حوادث المرور دائما بالسرعة الفائقة والأخطاء البشرية، حيث يوضع السائق في خانة الاتهام وتسلط عليه عقوبات قاسية، غير أن الكثير من حوادث المرور سببها اهتراء الطرقات، حيث تكثر الحفر القاتلة في الطرقات السريعة وغياب الإنارة العمومية وفوضى ورشات الأشغال المنتشرة على الطرقات السريعة، وأخطاء في تصميم المنعرجات والأنفاق ما يجعل المواطن يدفع حياته ثمن هذه الأخطاء . "طرقاتنا غير آمنة" هو الشعار الذي رفعته الجمعية الجزائرية للسلامة المرورية التي قامت الأسبوع الماضي بحملة تحسيسية ضد ما أطلقت عليه ب "أخطاء الطرقات" التي يدفع الجزائريون ثمنها غاليا، حيث سجلت الجمعية ارتفاعا متزيدا لحوادث المرور بسبب الحفر المنتشرة في الطرقات السريعة، غير المحمية من الحيوانات الضالة، بالإضافة إلى ورشات الأشغال العشوائية التي تنتشر في طرقاتنا دون أن تكلف نفسها عناء وضع إشارة تنبه من خلالها السائقين. وفي هذا الإطار أكد فريد مغراوي رئيس الجمعية الجزائرية للسلامة المرورية أنه استقبل عشرات الشكاوى لمواطنين تعرضوا لحوادث مرور بسبب حفر عميقة فاجأتهم على مستوى الطرق السريعة، بالإضافة إلى مصادفة الكثير من السائقين لورشات أشغال على مستوى الطريق السيارة دون إشارات ما يجعل السائقين يصطدمون بالحواجز الإسمنتية والبلاستيكية وهذا ما تسبب حسب المتحدث في حوادث مميتة. وأضاف المتحدث أن الكثير من السيارات انحرفت عن مسارها في منعرجات تم تصميمها بطريقة خاطئة، بالإضافة إلى غياب الإنارة في عديد الطرقات الولائية ما يجعل السيارات تصطدم بالحيوانات الضالة، وانتقد مصدرنا تقارير المصالح الأمنية التي ترجع حوادث المرور إلى السرعة الفائقة والأخطاء البشرية غير أنها تغفل في تقريرها الكوارث المتعلقة بتهري الطرقات وغياب الإشارات الدالة على الأشغال ... ودعا محدثنا إلى تكوين لجان خاصة تابعة لوزارة النقل مهمتها ترصد الأخطاء والكوارث المنتشرة في طرقنا وتهيئتها في أقرب الآجال لحماية أرواح المواطنين التي تزهق يوميا بسبب لا مبالاة المسؤولين ..
رئيس لجنة النقل على مستوى البرلمان منور جعدي: 60 ٪ من حوادث المرور سببها اهتراء الطرقات كشف منور جعدي رئيس لجنة النقل والمواصلات السلكية واللاسلكية، على مستوى البرلمان، ل"الشروق" عن تنظيم ملتقى دولي شهر ماي القادم في الجزائر لمناقشة قضية النقل، والتقنيات الجديدة المعمول بها مستقبلا فيما يخص تعبيد الطرقات وتفادي مشاكل تهريها وكيفية التعامل مع بعض الأشغال العمومية التي تعرقل سير المركبات. وقال جعدي إن نسبة 60 ٪ من حوادث المرور سببها اهتراء الطرقات حيث سينظم المجلس الشعبي الوطني يوما برلمانيا لطرح بعض النقاط التي من خلالها يتم تفعيل قانون المرور ل2001 الذي تمت المصادقة عليه سابقا، لإيجاد حلول على المدى القصير حول وضعية بعض الطرقات الخاصة بالسيارات غير المعبدة حسب المقاييس الدولية، وكيفية التنسيق بين عدة جهات منها وزارة الداخلية لحل مشاكل الأشغال العمومية التي تقوم بها شركتا سيال وسونلغاز والسلطات المحلية من حين لآخر. وأكد منور جعدي، أن لجنة النقل تقوم بدراسة تقارير سوداء للدرك الوطني حول بعض النقاط عبر طرقات النقل في الجزائر، من خلال حوادث المرور التي تتكرر فيها بسبب عدم تهيئتها بطريقة لائقة تضمن السير الحسن للمركبات، وعلى غرار ذلك منعرج في مدخل ولاية بومرداس منذ 15سنة وهو يحصد الكثير من الأرواح، وتم إعادة تهيئته مؤخرا
الخبير في الأشغال العمومية زين العابدين زيتوني للشروق: الملايير التي تجنيها الدولة من قسيمة السيارات لا أثر لها في طرقاتنا حمل الدكتور زين العابدين زيتوني الخبير في الأشغال العمومية، والأستاذ بجامعة البليدة معهد الهندسة المدنية، رؤساء البلدية عدم احترام الصفقات العمومية الخاصة بتعبيد الطرقات والأشغال العمومية، باختيارها الأقل خبرة متبعة في ذلك حسبه "المعريفة" و"تبادل المصالح". وقال زيتوني إن التهيئة التي تقوم بها البلديات للطرق المهترئة، لا تعتمد على التقنيات المعمول بها عالميا، والعلمية المدروسة في معاهد الأشغال العمومية، كما أن أدوات التهيئة للطرقات لا تتوفر في غالب الأحيان على ضوابط دقيقة، حيث طالب بضرورة تشكيل خلية تقنية لمراقبة وضبط الأشغال العمومية التي تخص المدن والبلديات الصغيرة وطرق السيارات داخل النسيج العمراني، لأن حسب رأيه مصلحة المراقبة التقنية في البلديات لا تقوم بدورها. يؤكد الدكتور زيتوني خريج معهد الأشغال العمومية، وصاحب مخبر لدراسة نوعية التربة بالبليدة، أن دراسته في فرنسا، كشفت له الكثير من الأمور غير المتوفرة في صفقات الأشغال العمومية في الجزائر، حيث أن أغلب الطرق السريعة المنشأة مؤخرا لا تتوفر فيها تقنيات تسمح بمقاومته لمدة طويلة، ما جعل الجزائر تهدر الملايير في "الترقيعات" التي تقوم بها من حين لآخر على مستوى هذه الطرقات، حيث أوضح أن أكثر عدو للزفت هو الماء وعليه فإن الطريقة التي ينشأ بها الطريق السريع لديها قياسات وضوابط لتفادي تجمع المياه. وقال الدكتور زين العابدين زيتوني، إن أغلب طرق السيارات في الجزائر تحوي برك مياه. وانتقد المتحدث، طريقة وضع الممهلات والتي سماها ب"ظهور الجمال"، وتأسف من الملايير التي تستنزف من المواطنين تحت ذريعة قسيمة السيارات دون أن تحترم مشاعر السائقين بالضمان لهم طرق تحافظ على سلامة مركباتهم .. قال "هذا ظلم وانتهاك صارخ في حق الجزائريين".