أثارت صورة السورية "أميرة"، وهي تأكل من حاوية القمامة، موجة غضب في معظم أوساط اللاجئين السوريين في تركيا، وذلك بعد نشرها في جريدة "خبر تركيا"، وتوزيع وكالة أنباء "إخلاص" تسجيل فيديو لها... لتظهر بعدها خلفيّة الموضوع، حيث تلقّت "أميرة" مبلغ 250 ليرة تركية لقاء الصورة، بهدف تشهير مستخدميها بالحكومة التركية. هذا الأمر، اعتبره سوريون تطوراً مسيئاً لاستخدام اللاجئين السوريين خلال حملة الأحزاب المعارضة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، استباقاً للانتخابات البرلمانية، التي ستجري في السابع من يونيو/حزيران المقبل. فبعد تصريحات زعيم حزب الشعب الجمهوري، كليجدار أوغلو، "بإرجاع السوريين لبلدهم في حال فاز حزبه بالانتخابات"، ونسب ارتفاع البطالة لإشغال السوريين مكانهم بالعمل، جاء العزف على وتر السوريين وعوزهم في تركيا وعدم كفاية اللاجئين. وسوّقت وسائل إعلام تركيّة "أميرة" على أنها أرملة شهيد، وتسكن في مدينة غازي عنتاب، القريبة من معبر باب السلام على الحدود السورية، وهي تأكل من حاوية القمامة، في إشارة للغمز من قناة حزب العدالة والتنمية، الذي قال رئيس الدولة التركية، رجب طيب أردوغان، عن السوريين في تركيا: "هم المهاجرون ونحن الأنصار". وأكّد المراسل التلفزيوني من غازي عنتاب، مصطفى عباس، أن التصوير تم بشكل "غير شرعي" عبر التغرير ب"أميرة" وإعطائها 250 ليرة تركية من الشخص الأول و5 ليرات من الشخص الثاني "كما يوضح الفيديو المرفق". وطالب الإعلامي السوري، مؤسسة الإئتلاف السوري المعارض والحكومة السورية المؤقتة بمتابعة شؤون الأسر السورية الفقيرة في تركيا، و"رفع دعوى على المحطة التي دفعت مالاً، يعتبر رشوى، مقابل تصوير هذا المشهد التمثيلي". وأضاف عباس: "في كل انتخابات يزج بالسوريين كورقة ضغط لصالح المعارضة التركية، وهذا ما حصل السنة الماضية أثناء الانتخابات المحلية، ونحن كلاجئين سوريين في تركيا لا علاقة لنا بالشأن السياسي التركي، وينبغي أن لا نسمح لأحد بزجنا في معركة لا ناقة لنا فيها ولا جمل، طبعًا إذا كان ما يحصل بطريقة شرعية، فما بالكم لو كان بطريقة غير شرعية". ونشرت مواقع سورية وصفحات "فيسبوك" صورة "أميرة" دون الإشارة إلى تفاصيها،مما دفع ناشطين سوريين إلى قيادة حملة "نرجو الحذر" عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتوضيح الأمر، بعد بدء تحميل وزر الحالة المعيشية للسوريين في تركيا للمؤسسات المعارضة وامتناع وكالة "إخلاص" وجريدة "خبر تركيا" عن تزويد هيئة الإغاثة التركية بعنوان "أميرة". وقال مدير مكتب "إخلاص" السابق بدمشق، محمد غياث سحلول: "لا أعتقد بوجود مصلحة للوكالة في تشويه صورة السوريين أو العمل على تقليل شعبية حزب العدالة والتنمية لأنهم مؤيدون للحزب الحاكم". ونوّه سحلول خلال حديثه ل"العربي الجديد"، إلى مشاكل مالية تعانيها "وكالة إخلاص" رافضاً استغلال حاجة الناس أو التلفيق عليهم. وتشهد الانتخابات التركية منافسة حامية بين الحزب الحاكم والأحزاب المعارضة، وخاصة بعد نشر استطلاعات الرأي التي ترجح فوز حزب العدالة وحصوله على أكثر من 43 في المائة، وتعهد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بالاستقالة إن لم يفز حزبه.