الممثل شريف منير بعد 12 سنة غياب، يعود الفنان المصري »شريف منير« للشاشة الصغيرة بمسلسل جديد يحمل اسم »قلب ميت«، والذي يقال عنه في مصر إنه سيكون الحدث الأهم على شاشة رمضان القادم. * »شريف«، الذي انقطع عن التلفزيون منذ مسلسل »ذئاب الجبل«، ورغم تكتّمه وبقية زملائه على هذا العمل، كشف ل»الشروق« الكثير من الأسرار، وتحدث لأول مرة عن مشوار المعاناة والألم. * = ما حكاية »قلب ميت« الذي عاد بك أخيرا للشاشة الصغيرة؟ * - آخر عمل قدمته للتلفزيون كان مسلسل »ذئاب الجبل« الذي عرض منذ 12 عاما، ثم انقطعت عن الشاشة الصغيرة بعد أن وجدت الأدوار المعروضة عليّ غير مناسبة، لأتجه للسينما التي أكلت مني هذه السنوات. أما »قلب ميت« فهو جدير بالمشاركة فيه، ويشاركني بطولته الفنانة غادة عادل وإخراج مجدي أبوعميرة، وهو مسلسل أكشن كوميدي كتب له السيناريو والحوار أحمد عبد الفتاح. * = لكن ما الشيء الذي جعلك تغيّر رأيك في الدراما التليفزيونية؟ * - سيناريو المسلسل الجديد جعلني أفكر في العودة مرة أخرى رغم أنني كنت لا أفضل العودة للتلفزيون حاليا، لأنني في قمة توهّجي السينمائي، فالقصة جعلتني أعود بقوة لأن كل حلقة بها تمثل فيلما سينمائيا بمفرده، ولأول مرة أجد عملا به الأكشن والدراما الاجتماعية ورومانسي في نفس الوقت، فهو توليفه جيدة، إضافة إلى وجود غادة عادل التي تعطي لأي عمل نكهة خاصة. * = تقول دائما إنك ظُلمت، فهل مازلت تشعر بالظلم؟ * - سابقا فعلا ظلمت، أما الآن فقد حققت ما أحلم به في السينما، وقدمت البطولة المطلقة والبطولة الاجتماعية، لذلك أنا راض تماما عن تواجدي السينمائي، بعد أن حرمت لسنوات من الحقوق السينمائية التي نالها أبناء جيل كامل. * = نعلم أن هناك أوامر من المخرج للتكتم على أحداث »قلب ميت«، ولكنك قبل الحوار قلت إنك تكنّ محبة خاصة للشعب الجزائري، فهل عبّرت عن هذه المحبة بالكشف عن تفاصيل هذا العمل؟ * - يصمت برهة ثم يقول: المسلسل تدور أحداثه حول البطالة الموجودة حاليا بين جيل الشباب، ويأتي ذلك من خلال الشاب »رضا« الذي أجسد شخصيته، والذي يعيش حياة مريرة بدون عمل، أما غادة عادل فتقوم بدور بائعة شاي وقهوة بجوار أحد المراكب النيلية، وتنشأ بينهما علاقة تترتب عليها بقية الأحداث التي تحمل مغامرات وصورا حركية سينمائية وأيضا مشاعر ومواقف إنسانية. * = سمعت أنك تخوفت في البداية من هذا المسلسل، وأنك طلبت تعديله، هل هذا صحيح؟ * - عندما قرأت الحلقات الأولى وجدت أن المسلسل مشوق وكل حلقة تنتهي عند حدث مهم، لذلك أعجبت جدا بالسيناريو، لكن مبعث قلقي كان الأكشن الموجود في المسلسل، فقد خفت أن يظهر بشكل غير جيد، لكن عندما تحدثت مع زميلي الفنان »أحمد السقا«، عرض عليّ خدمات كل الخبراء الذين صمموا معارك ومشاهد أفلام »مافيا« و»حرب أطاليا«، حتى أنه استدعى لي مصممين أكشن من جنوب أفريقيا ومن مصر أيضا، حتى تخرج اللقطات بشكل صحيح، ولم يعارض المنتج في ذلك، لأنه أراد أن يقدم أول مسلسل عربي ذي طابع سينمائي. * = إذا حاولت تقسيم مراحلك الفنية... ما هي المحطات التي تتوقف عندها؟ * - هناك ثلاث مراحل، مرحلة ما بعد فيلم »الكيت كات« مع النجم محمود عبد العزيز، ومرحلة ما بعد فيلم »هيستريا« مع النجم الراحل أحمد زكي، ومرحلة ما بعد »سهر الليالي« الذي برز فيه دور شريف منير بوضوح وانطلق للنجومية السينمائية. * = بعد فترة من التيه جاء فيلم »سهر الليالي« لينقذك... بماذا ترد؟ * - بالفعل »سهر الليالي« أعاد اكتشاف كل من شاركوا فيه، ولهذا فهو ليس نقطة تحول في حياتي السينمائية فقط، لكنه يعتبر نقطة تحول في تاريخ السينما المصرية كلها، فالأفلام قبل سهر الليالي والتي أخذت فيها الكوميديا نصيب الأسد من جملة الأفلام المقدمة، تختلف كليّا بعد مرحلة سهر الليالي، ولكن من جهة أخرى وضعني فيلم سهر الليالي في مأزق كبير، حيث أصبحت ملتزما بتقديم أعمال في نفس مستواه، إن لم تكن أفضل. * = وماذا تقول عن وقوفك أمام عادل إمام؟ * - النجم عادل إمام هو الذي رشحني لمشاركته بطولة فيلم »عريس من جهة أمنية«، وبصراحة كنت متخوفا من أن يكون الدور غير مؤثر وغير مهمٍّ، خاصة وأن البطل هو نجم النجوم عادل إمام، لكني عندما قرأت السيناريو زالت كل مخاوفي، فالدور كان موازيا تماما لدور عادل إمام، كما أن الشخصية التي جسدتها كانت جديدة ومختلفة عن كل ما سبق وقدمته من أدوار. * = سمعت أنك كنت ستشارك في فيلم »مملكة الجنة« للمخرج العالمي »رادلي سكوت«، ثم فوجئنا باختيار خالد النبوي للدور... كيف تفسر ذلك؟ * - ليست هذه مشكلتي، فالأخبار التي نشرت لست مسئولا عنها أنا فقط قلت أنني رشحت للعمل ولم أقل أنني سأشارك فيه، وعندما بعثت بالمشاهد الثلاثة التي طلبها المخرج، وجد أن شكلي لا يناسب الدور، خاصة وأنه يحتاج إلى ممثل مصري له ملامح شرقية عربية وأنا بعيد عن ذلك، وقد ذهب الدور لخالد النبوي وهو يستحقه لأنه ممثل مجتهد. * = أثناء تواجدك بالجزائر العام الماضي بمهرجان وهران، كنت تحاول إخفاء أحزان هيمنت عليك، إلا أن الجمهور لمس جملة من المآسي تعصف بك، ما تعليقك؟ * - الإحساس بالمرارة لا يفارقني، لأن حياتي كلها آلام، فعلى مستوى العمل، أفلامي كلها تنجح، بينما يطاردها الموزعون لدفعها باتجاه الفشل، بل ويقفون عائقا أمام تقديمي لأفلام جديدة ومختلفة. وعلى المستوى الشخصي لايزال رحيل شريكة حياتي وأم أولادي مؤثرا على نفسيتي بشكل كبير، فالموت سرقها مني في أسعد لحظات الحياة، وأحلك لحظة تلك التي يسألني فيها فؤاد أو أسماء عن أمهما.