لعل المتابع للمسلسلات العربية التي تبث خلال شهر رمضان في مختلف القنوات العربية يلحظ نوعا من التغير على مستوى السيناريوهات التي طبعت مسلسلات هذه السنة.فالدراما السورية التي انتشرت و ذاع صيتها بالمسلسلات التاريخية و الثورية على غرار مسلسل باب الحارة الذي أسر القلوب و العقول،هذه السنة كانت مغايرة فقد دخلت الدراما السورية بنوع آخر ليس بالجديد عليها و وهو دراما تصوير الواقع المعاش و من قلب سوريا و حواريها فدخلت التنافس بمسلسلين جديدين يصوران الواقع المر الذي يعيشه السوريون في ظل انحطاط القيم و الأخلاق عن طريق مسلسل "زمن العار" الذي يصور معيشة أهل في نفس البيت و لكن كل يمشي على هواه و لا يبالي بالآخر و كيف ضاعت القيم و ضاع حق الجار على جاره، أما المسلسل الثاني "قاع المدينة" فعنوانه دال عليه يصور معاناة الشباب البطال و انتشار الآفات الاجتماعية و هتك الشرف و العرض.و غيرها.من المظاهر التي أصبحت تشوه المجتمعات العربية.و فيما يخص الدراما المصرية فقد اكتسحت هذا العام معظم القنوات العربية بإنتاجها الضخم لرمضان حيث دخلت بما يقارب 30 عمل فني تتنوع بين الكوميدي و مصر لا يختلف فيها اثنان أنها بلد الكوميديا إضافة إلى أن هذه السنة أكبر الممثلين المصريين قدموا أعمالهم الفنية في رمضان يتقدمهم الفنان نور الشريف فبعد غياب في رمضان بعد مسلسله الناجح "الحج متولي" يدخل السنة بمسلسلين مختلفين"متخافوش" و المسلسل الصعيدي"الرحايا".كما تتميز الفنانة يسرا كعادتها كل رمضان بعمل فني مميز "خاص جدا" تمثل فيه دور أخصائية نفسانية تحاول من خلال عملها مساعدة أكبر قدر ممكن من الناس.إضافة إلى العمل الفني الذي تقدمه الفنانة الكبيرة إلهام شاهين في مسلسلها"علشان مليش غيرك"الذي تجسد فيه دورا مغايرا للعادة التي ألفناها فيها فهي تلعب دور امرأة رجل ذو نفوذ في الصعيد و يقتل غدرا لتحاول بذلك هي أخذ الثأر له.هذا و تبقى المنافسة حامية الوطيس بين الدرامتين المصرية و السورية. و للدراما الخليجية كذلك نصيب هذه السنة ممثلة في العمل الفني"عمرالشقا" الذي تقدمه الفنانة حياة الفهد التي اعتاد عليها الجمهور بعمل جديد كل سنة تصور فيه واقع الحياة الخليجية و مشاكل الأهل على الثروة و صراع الطبقات،كذلك يبرز هذه السنة العمل الفني الذي أثار السنة الماضية ضجة كبيرة حوله وهو "شر النفوس" في جزئه الثاني الذي يصور حال السحرة و تأثيرهم على حياة الناس. و تظل الدراما الخليجية تصارع من أجل الوصول إلى القمة وتجد لها مكانا بين قرينتيها المصرية و السورية.