نفى وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أن تكون الجزائر قد تحفظت على مشروع القوة العربية المشتركة التي اقترحته الرئاسة المصرية، في أعقاب غياب قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح عن اجتماعات قادة الجيوش العربية بالقاهرة للمرة الثانية على التوالي. وقال لعمامرة على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد مؤخرا في الكويت "لا يصح أن يقول المرء أن الجزائر تحفظت على اقتراح تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة، لأن الجزائر أنجحت القرار في قمة شرم الشيخ، ولا يصح كذلك أن يقال أن الجزائر تغيبت عن الاجتماعات بالقاهرة على مستوى رؤساء الأركان بل شاركنا بوفد قوي وقدم مساهمات في غاية الإيجابية". وأوضح وزير الخارجية أن الجزائر لم تتحفظ على قرار تشكيل قوة عربية مشتركة، لا بل تم اعتماد القرار في قمة شرم الشيخ نهاية مارس الماضي، بعد ما تم إثراؤه بتعديلات جزائرية ساهمت في جعل هذه الفكرة قابلة للتنفيذ، وقابلة لأن تكون فعلا قيمة مضافة للعمل العربي المشترك، مبرزا أن الجزائر ركزت على ضرورة توضيح الرؤية الشاملة فيما يتعلق بنوعية وطبيعة ودور هذه القوة المقترحة، والتركيز على الطابع الاختياري، لأن الاعتماد بحسبه على جميع الأعضاء من شأنه أن يعطل التنفيذ. وأوضح لعمامرة في حوار مع جريدة الأنباء الكويتية أنه بحكم عضوية الجزائر ومصر في منظومة الأمن والسلم الإفريقي نصحنا الجميع بأن نحتكم للتجربة الإفريقية التي فيها نجاحات وإخفاقات، وقلنا لنركز على النجاحات، ونبني نموذجا عربيا خاصا بنا، ولكن يأخذ بعين الاعتبار ما تعلمناه من تجربتنا المشتركة على الساحة الإفريقية وهذا ما تم"، لافتا إلى أن موقف الجزائر من نشر قوات مقاتلة خارج التراب الوطني من صلاحيات الدستور ورئيس الجمهورية، مشيرا إلى مهام الجزائر في القوة العربية المشتركة بالقول "على غرار ما نعمل به على الساحة الإفريقية نحن نساهم في إنجاح منظومة السلم والأمن الإفريقية بالتمويل والنقل الجوي والإمداد والتبادلات الاستخباراتية الحربية وما إلى ذلك".