دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، رؤساء أركان القوات المسلحة في الدول الأعضاء بالجامعة، للاجتماع الأربعاء القادم، للنظر في تنفيذ قرار قمة شرم الشيخ، الخاص بتشكيل قوة عربية مشتركة. تأتي الدعوة بالتزامن مع إعلان الرئاسة المصرية عن اتفاق مصر والسعودية، على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة، لتنظيم مناورة عسكرية كبرى على الأراضي السعودية، تضم قوات من مصر والسعودية ودول الخليج، وكان ذلك نتيجة الزيارة التي قام بها وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ورئيس الديوان الملكي، إلى القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما أنها تتزامن مع بدء اجتماعات أمين عام جامعة الدول العربية مع رؤساء أركان الجيوش، لوضع آليات التنفيذ الفعلي لقرار القمة العربية بتشكيل القوة العربية المشتركة، واستكمالا لتفعيل فكرة أن أمن الخليج هو امتداد للأمن القومي المصري. كما أوضح اللواء الدكتور نبيل فؤاد، نائب وزير الدفاع المصري السابق وخبير العلوم الاستراتيجية، أن دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية رؤساء أركان القوات المسلحة في الدول الأعضاء بالجامعة، منصوصة في بيان الرؤساء والقادة العرب الذي خرج من قمة شرم الشيخ، وقال إنه سيتم خلال الاجتماع المنتظر الكشف عن الخطوط الرئيسية لمشروع القرار لعرضها على مجلس الدفاع العربي في إطار التوقيتات المخططة. وأبرز اللواء الاختلاف بين الطرح الحالي لتشكيل القوة العربية المشتركة واتفاقية الدفاع المشترك سنة 1951، التي تنص على ضرورة مشاركة جميع الدول العربية، وهذا ما لم يحدث في الاتفاقية الجديدة، حيث ”أن الدول العربية تشارك اختياريا، لكن في الحقيقة الاتفاقية السابقة وللأسف لم تفعل بشكل جيد سوى مرات محدودة، حتى أثناء عملية تحرير الكويت لم تشارك كل الدول”. وفي تعليقه على تحفظ الجزائر، يقول الخبير الاستراتيجي في تصريح ل”الخبر”، ”الجزائر ربما أكثر واقعية من معظم الدول العربية، وذلك راجع ربما لتجربتها السابقة، وتحفظها قد يكون سببه عدم استشارة باقي الدول العربية قبل تنفيذ الضربة الجوية ضد الحوثيين في اليمن، بالرغم من ترحيب ومشاركة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والسودان ومصر، أما باكستان فموقف البرلمان وعدم موافقته سيغيّر موقفها، وبالتالي سيشلّ يد الحكومة ولا يمكنها المشاركة، في نفس الوقت ستشارك الجزائر في الاجتماع يوم الأربعاء القادم، لتقول إنها لن تشارك وستتضح الأمور طبعا”. وفي حديثه عن الضربة الجوية ضد الحوثيين في اليمن، يضيف اللواء نبيل فؤاد، ”الموضوع خلافي، كيف كان سيكون الوضع لو السعودية استشارت كل الدول، لو فعلت ذلك ما تمت هذه الضربة، لكنها اعتمدت على تكوين هذا التحالف من عدد محدود، السعودية والدول المتحالفة معها ضربوا دولة عربية وليست غير عربية، هل كان يجب الهجوم على دولة عربية من أجل إعادة الشرعية والرئيس الشرعي والحكومة الشرعية، إذن أين الشرعية في سوريا والعراق؟”