تحضر الحكومة الجزائرية لدخول سوق المحروقات والمعادن التونسية قريبا والاستثمار في مجال المناجم، وشرعت وزارتا الطاقة، والصناعة والمناجم في مفاوضات مع الطرف التونسي للحصول على صفقات استغلال الفوسفات وتحديدا صفقة "الكاف" التي لاتزال مجمدة والتي تتواجد بالقرب من ساقية سيدي يوسف، وسيتم دراسة الملف خلال زيارة مرتقبة لمسؤولين جزائريين إلى تونس. وحسب ما علمته "الشروق"، تسعى الحكومة إلى تطوير قدرات التنقيب والاستكشاف في مجال المعادن والمحروقات قريبا عبر عدد من الدول الإفريقية، وشرعت في مفاوضات منذ فترة مع مسؤولين تونسيين للحصول على حصرية صفقة التنقيب عن الفوسفات المتواجد بمنطقة الكاف الحدودية مع الجزائر والتي من المرجح أن تكون بالشراكة بين مجموعة سوناطراك ومتعامل تونسي. من جهة أخرى، طالبت أحزاب سياسية معارضة في تونس أمس حكومة بلادها بفتح ملف الثروات الطبيعية في البلاد مثل النفط والفوسفات والغاز، وشددت على نشر العقود التي تربط تونس بالشركات الدولية التي تستغل آبار النفط، فيما وصفت السلطات التونسية الحملة ب"المبالغ فيها" وتقف وراءها أطراف سياسية باعتبار أن الثروات الطبيعية "محدودة أصلا". وبدأت الحملة الأسبوع الماضي لما شن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت عنوان "وينو البترول"، حيث شكك النشطاء في الأرقام التي قدمتها الحكومة التونسية حول إنتاج النفط وقالوا أن هناك عمليات "نهب" لثروات البلاد من نفط وفوسفات ومختلف الثروات الاستخراجية. وفي مسعى لتطويق تداعيات الحملة، قلّل المدير العام للطاقة والمناجم بوزارة الصناعة التونسية من أهمية إنتاج البترول، مشيرا إلى أن عدد آبار النفط المكتشفة منذ عام 1932 إلى غاية 2015 لا تتجاوز 750 بئر، لافتا إلى أن الآبار التي هي في طور الاستغلال لا تتعدى 39 بئرا، وشدد على أن نجاح العثور على البترول خلال القيام بالاستكشافات لا تتجاوز ال10 بالمائة مقارنة بالجزائر، وأوضح أن تونس تنتج في اليوم 55 ألف برميل أي بنسبة 1 بالمائة من إنتاج الجزائر.