حمى وضيق حاد في التنفس وسيلان الأنف واحمرار للعيون تعرض، ليلة أول حوالي 48 مصطافا بعين تموشنت من بينهم أطفال لأعراض تتمثل في ضيق في التنفس، الحمى، سيلان الفم والأنف والعين واحمرار في الأعين. * * فيما تجاوز عدد الأشخاص الذين توافدوا على مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى مدغري 160 شخص بعد انتشار الخبر الذي أثار مخاوف لدى المصطافين الذين ترددوا على الشواطئ نهاية الأسبوع، ولا تستبعد التحقيقات الأولية أن تكون الإصابات ناتجة عن نفايات وزيوت تم تفريغها من طرف سفينة تجارية أجنبية خاصة في ظل الاضطرابات الجوية الأخيرة. * أوضح، أمس، المكلف بالإعلام على مستوى ولاية عين تموشنت، أن مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى مدغري استقبلت ابتداء من الساعة الثامنة مساء الجمعة عددا من المواطنين بصفة تدريجية يعانون من نفس الأعراض التي تتمثل في ضيق حاد في التنفس، سيلان الأنف والفم واحمرار في العين ليقوم الفريق الطبي بإبلاغ السلطات المحلية حول احتمال وجود عدوى مرض مجهول، وأضاف المتحدث في اتصال هاتفي مع "الشروق"، أن والي الولاية تنقل الى المصلحة وعاين حالات المرضى وأعطى تعليمات للتكفل بهم وقرر تنصيب لجنة يقظة يرأسها الأمين العام للولاية، حيث تم وضع إطارات الصحة خاصة الأطباء المختصون في الأوبئة في حالة تأهب قصوى، مشيرا الى أنه تم التحكم في الوضع بعد توافد عدد كبير من المواطنين بعد انتشار الخبر لإجراء الفحص بعد أن راودتهم مخاوف وشكوك من إصابتهم بالمرض المجهول. * وأكد المكلف بالإعلام أن 48 شخصا فقط خضعوا للفحوصات الطبية بعد ثبوت إصابتهم وغادروا المصلحة تدريجيا فيما لايزال مصاب واحد فقط يخضع للرقابة الصحية. * وأفاد نفس المصدر، أن والي الولاية أوفد لجنة تضم مفتش البيئة ومكاتب حفظ النظافة الى الشواطئ المشبوهة وهي "الهلال"، "تارقة"، "النجمة" و"المرجان" لأخذ عينات وتم إرسالها الى المخبر الجهوي بوهران لتحديد مصدر المرض، واستبعد نهائيا أن تكون المؤسسات الكبرى الواقعة بمحاذاة الشواطئ وراء هذه الحالات بعد رمي نفاياتها في محيط قريب من البحر ليبقى الاحتمال الوارد في اتجاه تفريغ سفينة تجارية أجنبية لزيوتها ونفاياتها في عرض البحر وتكون الاضطرابات الجوية التي شهدتها الولاية نهاية الأسبوع مرفوقة برياح قوية قد أدت الى نقل هذه المواد السامة باتجاه الشواطئ التي قام المصابون بالسباحة فيها، خاصة وأن الشواطئ التي سجلت بها هذه الإصابات تقع غرب ولاية تموشنت باتجاه الرياح. * وعلم أن والي ولاية عين تموشنت اتخذ قرارا استعجاليا بعدم منع السباحة على مستوى هذه الشواطئ بعد عدم تسجيل أي حالة في انتظار نتائج التحاليل، كما أمر بأخذ عينة عبر كامل الشواطئ على طول الساحل انطلاقا من الوردانية على الحدود مع تلمسان. * وكانت مصادر محلية متطابقة أكدت ل"الشروق"، أنه تم تسجيل حوالي 50 حالة تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و37 عاما منهم 5 مصابين من جنس أنثى و5 دركيين وينحدر بعض هؤلاء من ولايتي وهران وسيدي بلعباس توافدوا على شواطئ تارقة 1 و2، بوزجار، واد الحلوف والسبيعات، المرجان، النجمة، التي تصنف ضمن أجمل الشواطئ بالجهة الغربية حيث يتجاوز عدد المصطافين نهاية كل أسبوع على مستوى ولاية عين تموشنت 1 مليون شخص من مختلف الولايات منهم مغتربون وأجانب يعملون في الشركات الأجنبية بالمنطقة. * وفي هذا السياق، أشار المقدم رضا عيداوي، قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية عين تموشنت الى تجنيد جميع مصالحه وأعطى تعليمات لأفراده المجندين على مستوى الشواطئ للتحلي بأكثر يقظة والتدخل في أي طارئ على خلفية تسجيل هذا المرض الغريب إضافة الى مهامهم الأخرى، وقال المقدم عيداوي في تصريح ل"الشروق"، أنه تم ليلة أول أمس، تجنيد رجال الدرك لإسعاف ونقل المصطافين الذين كانوا يعانون من الأعراض خاصة وأن رئيس مكتب الأمن العمومي عضو في لجنة اليقظة. * وجندت قيادة المجموعة الولائية للدرك الوطني حوالي 600 دركي في إطار مخطط دلفين موزعين على 17 مركز حراسة إضافة الى حارس بلدي ويقوم هؤلاء إضافة الى تأمين الشواطئ ومكافحة الهجرة السرية وتهريب المخدرات بحرا بحماية الصحة العمومية للوقاية من أمراض الصيف خاصة التسممات، وأضاف أنه تم تجنيد مروحيتين تابعتين للقيادة الجهوية الثانية للدرك بوهران لضمان التغطية الجوية. * من جهتها، كانت المجموعة الإقليمية لحرس الشواطئ ببني صاف قد اعتمدت حملة تحسيسية تجاه الصيادين، وأوضح المقدم عبد الحكيم بوشبوط قائد المجموعة في تصريح ل"الشروق"، أنه تم ليلة أول أمس دعوة الصيادين على مستوى ميناءي بني صاف وبوزجار لعدم الاقتراب من المناطق المشبوهة التي سجلت بها الحالات تفاديا لإصطياد سمك في مياه قد تكون ملوثة في انتظار نتائج التحاليل، كما تم القيام بدوريات ليلية في عرض البحر وأيضا صبيحة أمس "لكننا لم نعاين بقع زيوت أو نفايات ونحن في انتظار نتائج التحاليل".