في يوم الرابع من شهر جويلية من سنة 2013 عقب صلاة العشاء بمسجد عمر ابن الخطاب بحي كاسطور بمدينة بشار، توقفت الحركة وأعلن إمام الجامع للحضور متابعة حدث مهم وهو إعلان الشاب ماتيو موندو البالغ من العمر 38 سنة الشهادتين وسط جمع كبير من المصلين في مشهد تعالت خلاله التكبيرات والتهليل، واختار الوافد الجديد إلى دين الإسلام ماتيو موندو لنفسه اسم محمد ردا على كل الذين حاولوا المساس بخاتم الأنبياء والمبعوثين محمد صلى الله عليه وسلم، وتزوج من جزائرية من مدينة بشار، رآى بأنها الوحيدة التي تساعده على أن يكمل دينه كله بعد إسلامه وحياته الدنيوية. الظروف التي أحاطت بماندو ماتيو مارسيل اسبير موندو، وهو اسمه الكامل وجعلته يتأثر بالإسلام وبحياة المسلمين برغم الوهن الذين يعيشون فيه والحملة الشعواء ضد الدين الحنيف، هو احتكاكه بالجالية المسلمة بفرنسا خاصة الجزائرية منها، التي كانت تربطه بها علاقة وطيدة دفعته إلى القيام بزيارة إلى الجزائر، وتحديدا مدينة بشار، وبدأت هذه الرحلة بما يشبه المغامرة، كان الرجل لا يفهم الكثير من الأمور ولكنه في وقت وجيز علم بأن ما يتميز به أهل بشار من طيبة وكرم واحترام للآخر، إنما نابع من دينهم الإسلامي الحنيف، فأعلن فيها دخوله الإسلام بعدما قضى العديد من أشهر رمضان بعاصمة الولاية متأثرا بمظاهر العبادة خلال الشهر الفضيل، وبعد زواجه صار محمد أكثر طمأنينة، فقد بحث عنها في حياة المجون وحياة الغربيين والأوروبيين، وكان كلما ظن بأنه قد وصل إلى مبتغاه للإجابة على كل الأسئلة التي كانت تشغله، ابتعد أكثر، ولكنه باعتناقه للدين الإسلامي عرف بأن للإنسان معنى من وجوده، وبأن الانسان لم يخلق عبثا وإنما بهدف محدد فصار يشعر بحلاوة الدنيا وطبعا حلاوة الدين.