بات التسوّل مظهراً من مظاهر شهر رمضان في الجزائر بعد أن ازداد عدد المتسوّلين في العاصمة وأغلب المدن الكبرى، ففي هذا الشهر الفضيل ازدحمت أرصفة الشوارع بالمتسوّلين، إلا أن المميز فيهم تعدد جنسياتهم، فبين الماليين والنيجريين والسوريين إضافة إلى "أولاد الكار" من الجزائريين، ازداد الصراع على جيب المواطن في شهر الخير. ولئن كان اللاجئون السوريون أكثر من يستعطف المارة خاصة أن غالبيتهم نساء متسوّلات يقفن في الشوارع تحت لهيب الشمس لساعات ويستوقفن السيارات بلافتة كبيرة تطلب الصدقة، وبعضهن يحملن أطفالا رضعا ويعترضن طريق السيارات في الطريق السيار أملا في تحصيل أكبر قدر من المال خاصة أن شهر رمضان يعتبر المفضل لدى المتسوّلين. أما اللاجئون الأفارقة من مالي والنيجر فلهم طرقهم في التسوّل في هذا الشهر، حيث تفترش عائلات كاملة منهم الأرصفة بجوار المحلات التجارية دون أن تطلب الصدقة مباشرة، وتنتظر تلك العائلات ما تجود به أيادي المحسنين من المارة الذين يشفقون على حالة هؤلاء خاصة وأنهم مسلمون مثلهم. ويتنافس هؤلاء اللاجئون بمختلف جنسياتهم على الأماكن الأفضل للتسوّل بين المحلات التجارية ومداخل الأسواق الشعبية وحتى محطات النقل المختلفة، وقد أصبح عددُ المتسوّلين الجزائريين ضئيلا مقارنة بأعداد اللاجئين الذين باتوا يتخذون من التسوّل حرفة لهم بعد فرارهم من لهيب الحرب التي تستعر في بلدانهم.