يحتفل الجزائريون بليلة النصفية من رمضان، والتي تصادف يوم 15 منه، حيث ورثت العائلات الجزائرية بعض العادات والتقاليد أبا عن جد، والتي دأبت على الاحتفاء بها، كلما حلت هذه المناسبة العزيزة على قلوب الجزائريين، وتختلف طريقة استقبال هذه الليلة من منطقة إلى أخرى. الشروق ارتأت التطرق إلى أهم العادات التي تميز هذه الليلة المباركة في كل منطقة على حدى، حيث تستقبل معظم العائلات العاصمية وولايات الوسط هذه المناسبة بطبخ بعض الأطباق التي تميزها عن سائر أيام الشهر الفضيل، حيث تستغني بعض العائلات عن الشربة ليحل محلها طبق الكسكسي باللحم، فيما تزين "الرشتة" بالدجاج مائدة الإفطار لدى البعض الآخر، كما تقوم النساء بتحضير بعض الحلويات على غرار "البقلاوة"، "القطايف"، "الهريسة" و"السيجار" لإقامة سهرة رمضانية خاصة تتخللها "قعدة" البوقالات التي تعشقها النساء العاصميات، والتي تشرف عليها واحدة من العجائز، حيث تضع خاتما في إناء من طين لتقوم كل فتاة بسحبه حسب الدور لتقرأ لها العجوز بوقالتها التراثية. أما العائلات في الشرق الجزائري، فاعتادت إحياء ليلة النصفية بطبخ "الشخشوخة" و"الثريدة"، كما تقوم الكثير من العائلات بإخراج الصدقة للفقراء والمحتاجين. ولا تختلف احتفالات العائلات في الغرب الجزائري والجنوب الغربي عن نظيرتها في باقي مناطق البلاد، حيث تزين العائلات مائدة الإفطار بطبق "الرقاق" وهو طبق يشبه كثيرا"الشخشوخة"، لكنه يعتمد على أوراق "المعارك" كاملة التي تسقى بالمرق وقطع الدجاج. ويعتبر طبخ الأطباق الشهيرة في هذه المناسبة واحدة من العادات التي تميزها، إضافة إلى ختان الأطفال في هذه الليلة، كما تؤجل بعض العائلات صوم أبنائها أول مرة لهذه المناسبة ليتم مكافأة الطفل الصائم بكأس من "الشاربات" بداخله خاتم ذهب أو فضة لتعويد الطفل على الصوم وترسيخ هذه العادة في أذهانهم، وكذا تزيين أيادي الأطفال بالحناء، كما تحظى العروس الجديدة في بيت أهل زوجها بمعاملة الأميرات، حيث تقصد ذلك اليوم الحمام والحلاقة، كما تفضل الكثير من العائلات أخذ"المهيبة" للمخطوبة وهي عبارة عن هدايا تقدم للعروس المستقبلية في هذه المناسبة.