حذّر الأستاذ المغربي والباحث في الدراسات الإسلامية، عبد الله شريف وزاني، سهرة الأحد، من "مغبة تسميم عقول شباب الأمة من طرف التيارات المتطرفة التي توظف التحريف والتزييف الديني والتأويل الخاطئ لعقيدتنا الإسلامية من أجل أهداف سياسية واقتصادية وأخرى بعيدة كل البعد عن الأبعاد والمقاصد الحقيقية للإسلام". وطالب وزاني، في محاضرة بمقر الزاوية البلقائدية الهبرية عنوانها "عالمية الرحمة المحمدية" في إطار الملتقى العاشر لسلسلة الدروس المحمدية بولاية وهران، ب"ضرورة التحلي باليقظة الفكرية جنبا إلى جنب مع اليقظة الأمنية والعسكرية ضد هذا الداء الذي يتربص بالأمة". وأفاد بأن بروز هذه التيارات والتنظيمات "التي تسعى إلى إقصاء الأمة من الإسلام يأتي في سياق عالمي تستهدف فيه الأمة الإسلامية في دينها وعقيدتها"، مشبها هذه التيارات بمن خرجوا عن الأمة في التاريخ الأول للإسلام والذين كفروا وأزهقوا الأرواح وهدروا الدماء". كما اعتبر في الجانب ذاته بأن "الفكر المتطرف الذي نشر ظاهرة الإرهاب هو نفسه الذي أساء إلى النبي الكريم سواء من التيارات الدينية المتطرفة أو من قبل بعض الغربيين الذين يحركهم الفكر ذاته". وقال الباحث عبد الله شريف وزاني، إن الأمة الإسلامية في أمس الحاجة في الظرف الراهن إلى مناعة فكرية تقيها من الفكر المتطرف والمتعصب. وأوضح أن "الأمة الإسلامية في زماننا هذا هي في أمس الحاجة إلى إقامة مناعة فكرية لوقاية المسلمين لا سيما الشباب من الفكر المتطرف والمتعصب الذي أدخلنا في دوامة من العنف والتقتيل". وحث المحاضر على "ضرورة التعبئة الفكرية والعلمية لمواجهة مخاطر هذا الفكر الذي ولد إرهابا يرتكز على التكفير وإزهاق الأرواح باسم الإسلام الذي هو بريء كل البراءة من ذلك"، داعيا إلى منح المنابر لعلماء الأمة المتزنين والعارفين حق المعرفة بديننا الحنيف "بغية تنوير العقول وتوضيح الأبعاد الصحيحة للإسلام الداعي إلى السلم والسلام والحب والمودة واحترام الأديان والمعتقدات". وكان المحاضر المغربي قد دعا إلى التأمل والتبصر في المنهج المحمدي كقاعدة مرجعية من أجل إفشاء ثقافة السلم والسلام ولجعل المحبة والمودة ركيزة بناء العلاقات الاجتماعية والإنسانية. وتطرق أيضا إلى نماذج مثالية في السيرة النبوية الشريفة عن احترام الأديان والمعتقدات ونبذ الإكراه والعنف والإحسان للغير والدعوة إلى اللين والمجادلة بالتي هي أحسن إلى جانب الرحمة والرفق بالمخلوقات. يذكر أن سلسلة الدروس المحمدية تتواصل من خلال إلقاء عدة محاضرات تصب في محور عام موسوم بعنوان "المنهج المحمدي في الأخلاق والقيم" تحت شعار قوله تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم". للإشارة فإن عبد الله شريف وزاني يعد أستاذ باحث في الدراسات الإسلامية ورئيس مؤسسة "مولاي ادريس" للدراسات الشرعية والتاريخية وهو حفيد مؤسس الزاوية الوزانية بالمغرب. كما له عدة مؤلفات من بينها كتاب حول "الزاوية الوزانية وخصائصها وأعلامها" و"العقيدة الأشعرية ومنهاج المصالحة" وغيرها.