أجواء حماسية عاشها ركح تاموقادي في ثاني سهرة من ليالي مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته ال 37، صنعها التراث الأصيل على وقع أنغام قبائلية اختارتها جرجرة لتصدح بها في سماء الأوراس وفي ذكرى ثورتها الستين لتكون الليلة للجزائر وبامتياز، فكان المضمون وطنيا وكان الإلقاء حزينا ومعبرا، أضفى عليها صوت داليا من خلال أغنية "أرض الجزائر الخضراء"، طابعا مميزا وهي التي تألقت في أغنية وطنية ثورية تحدثت فيها عن المجاهدة لالة فاطمة نسومر وتاريخها النضالي التي حملت عنوان "اشطوح الأمل". وهي الأغنية التي أكدت فيها سيدة جرجرة التي عادت إلى مهرجان تيمقاد بعد غياب دام أكثر من 35 سنة، أن الاستعمار الفرنسي لم يسلم من تحدي الرجال فقط بل نساء شاركن في الثورة وكتبن أسماءهن بأحرف من ذهب، فصدحت حنجرة جرجرة تكريما للمرأة والوطن وحال لسانها يقول: "حب الإنسان لوطنه فطرة مزروعة فيه"، ولأن شعار الطبعة شعب واحد ووطن واحد غنى ابن المغرب الفنان أحمد شوقي للجزائر والمغرب كوطن واحد، حيث استطاع أن يحرك المدرجات ويحول ركح تاموقادي إلى ملعب في أجواء رياضية من خلال أدائه أغنيته المونديالية لعام 2014 "ان ذوا سا لي" ليتألق بعدها مع الأغنية الغربية "إنها حياتي" بعد أن أعاد أغنية "صافي بليزير" للشاب نصرو وأغنية "ديرولها عقل" للمرحوم عقيل. وقد أكد أحمد شوقي أن تجربته الأولى في عاصمة الثقافة العربية دفعته إلى العودة إلى الجزائر مرة ثانية وملاقاة جمهوره الذواق على مسرح تيمقاد الأثري للمرة الأولى. من جهة أخرى، تمكنت الشابة سهام من ترك بصمتها في الليلة الثانية من خلال تجاوب عشاق الراي مع باقة من أغانيها، على غرار "ما جياش" و"عشقك غواني" لتختم مشاركتها التاسعة في المهرجان بأعنية "حبيبي لا تروح". أما مسك ختام السهرة فكان سطايفيا بامتياز مع الشاب عبدو السكيكدي الذي أبهر الجمهور برائعة "عندي حبيبتي مافيا" أين أحدث زلزالا في المدرجات وعجز المنظمون عن التحكم في الشباب الذين غنوا مطولا ورقصوا مع "عشقك صعيب وواعر" وردوا على نجمهم الخاص بطريقتهم الخاصة "عبدو حبيبنا واعر" ليفترق الحضور بعد ذلك على أغنية "رولي يا البيضاء".
الفنان المغربي أحمد شوقي نجم سهرة تيمقاد الثانية ل "الشروق": جمهور قسنطينة دفعني إلى إعادة التجربة مرة ثانية مع جمهور تيمقاد بعد تجربة أولى مع الجمهور الجزائريبقسنطينة، قال عنها إنها ناجحة بكل المقاييس، عاد نجم الشباب الأول المطرب المغربي أحمد شوقي إلى الظهور مرة أخرى أمام الجمهور الجزائري وهذا من خلال مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته السابعة والثلاثين. وعن هذه الزيارة يتحدث المطرب ل "الشروق" عن مشواره الفني الثري رغم قصر مدته. لماذا تيمقاد؟ تجربتي في قسنطينة جعلتني أكتشف جمهورا ذواقا بامتياز، والنجاح في اكتساب محبة وإعجاب هذا الجمهور الراقي يعني أنني في الطريق الصحيح. ولهذا قررت العودة إلى الجزائر من خلال مهرجان تيمقاد بالذات لأن به جمهورا جزائريا آخر وتقييمه لي يعني لي الكثير. وأضيف أيضا أن العلاقة بين الشعبين المغربي والجزائري هي علاقة أخوة متشعبة ونتقاطع في عديد المواضع المشتركة ووجودي هنا أراه أمرا طبيعيا وواجبا من مغربي محب للجزائر. غنيت بعدة لهجات ولغات، هل تر في ذلك طريقا نحو النجومية والعالمية؟ نعم. أنا غنيت بالعربية والفرنسية والإنجليزية ومستعد للغناء حتى بلغات أخرى وهذا ما هو إلا نتيجة لتشبعي بمبادئ التربية الموسيقية الكلاسيكية المتنوعة التي لا تنحصر في لغة معينة وفي مجال واحد. هل أغنية مونديال 2014 هي التي صنعت أحمد شوقي؟ أغنية مونديال 2014 قدمت اللغة العربية للعالم وأضافت إلى مشواري الفني لمسة جديدة ومع ذلك فهي ليست كل طموحاتي الفنية.
قالوا ل "الشروق"...: الشاب عبدو: سعيد بمشاركتي في هذه الطبعة، خاصة أنها جاءت في هذا الوقت. نأمل أن نجتمع في صف واحد لأن الجزائر تعني لنا الكثير وما يحس بالجمرة غير لي كواتو. وفي جانب آخر كشف عبدو السكيكدي عن نيته الاعتزال قريبا وأرجع ذلك بصفة خاصة إلى ما يعانيه عالم الفن من تعفن بفعل ممارسات بعض دور الإنتاج وتعدد طرق القرصنة دون وجود أي قانون ردعي يحمي مجهود الفنان. وفي ذات السياق أكد أنه لن يسمح بأن يدخل ابنه عالم الفن إلا إذا تغير الواقع الحالي. الشابة سهام: أكدت الشابة سهام أن قدومها إلى تيمقاد يندرج ضمن تقليد دأبت عليه في كل موسم، وعن جديدها الفني قالت إنها بصدد تحضير كليبين ودراسة عرض لإنجاز أغنيتين ثنائيتين في شكل ديو إحداهما مع المغني الجيريانو. المطربة جرجرة :بعد غياب عن الساحة الفنية الجزائرية استمر لأكثر من خمس وثلاثين سنة أقرت الفنانة جرجرة أن قرار عودتها هو نتيجة لما لاحظته من تغيير في تركيبة المجتمع الجزائري بشكل عام، بما في ذلك الساحة الفنية. وقد اختارت العودة من خلال مهرجان كبير كمهرجان تيمقاد.
أصداء من المهرجان - لا يزال التوأمان الكفيفان حسن وحسين يصنعان الحدث بحضورهما المميز في مدرجات صرح تاموقادي. وهذا من خلال رقصتهما المشتركة التي تزداد احترافية وشعبية من موسم إلى آخر. - أعادت الأغنية، التي افتتح بها المطرب المغربي الشاب أحمد شوقي وصلته، إلى الأذهان أجواء نهائيات كأس العالم بالبرازيل التي سجل فيها منتخبنا الوطني أفضل إنجازاته المونديالية. وهذا راجع إلى كون هذه الأخيرة هي ذاتها المعتمدة كأغنية رسمية لكأس العالم السابقة. - بقي الشاب أحمد شوقي غير معروف لدى غالبية الجمهور الحاضر إلى أن صعد المنصة وأدى أولى أغانيه حتى تأكد الجميع أنهم يعرفون ويسمعون هذا الصوت المبدع منذ فترة وإنما لا يعرفون فقط صورة واسم هذا الفنان الشاب. - خلال مجريات الندوة الصحفية وعكس ما كان متوقعا فقد أظهر الشاب المغربي المغترب بأوروبا أحمد شوقي تمكنا وإتقانا ممتازا في الحديث باللغة العربية سواء كانت عامية أم فصحى. وهي رسالة إيجابية لكثير من شبابنا المغتربين الذين صاروا لا يتقنون من العربية إلا كلمتين أو ثلاثة على الأكثر. - خلال الندوة الصحفية التي سبقت السهرة الثانية من ليالي تيمقاد، كشفت الفنانة الشابة سهام عن ازديان بيتها بمولود بهي الطلعة يبلغ الشهرين فقط من العمر حاليا، لتعم القاعة مباشرة موجة من التبريكات والتهاني من الحضور للأم وصغيرها. رفض أحد السواق المسخرين في مهرجان تيمقاد الدولي نقل الصحافة المحلية إلى المدينة الأثرية مما أثار حفيظة الأسرة الإعلامية التي بقيت تنتظر لأكثر من ساعة في ساحة الولاية على أمل إيجاد وسيلة نقل تمكنهم من أداء عملهم، ليتدخل المكلف بالإعلام ورئيس الحظيرة في الوقت بدل الضائع.