صنعت فرقة زاليندي النسوية من البرازيل التي أطلت سهرة الأربعاء على جمهور تاموقادي في أول زيارة لها للجزائر الفرجة بإيقاعاتها المستمدة من عمق الموسيقى البرازيلية-الإفريقية و ذلك في خامس ليلة من مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته ال34. و سحرت عضوات هذه الفرقة -التي استمدت تسميتها حسب مغنية المجموعة كلوي ديم من (أنديزا) و هي كلمة مركبة برتغالية-برازيلية وتعني الجمال- الجمهور الحاضر الذي وقع تحت سحر 12 امرأة أبدعن في قرع الطبول وفق إيقاعات متناسقة وفي لوحات فنية ذات ألوان زاهية انسجمت فيها العين والأذن. و استطاعت الموسيقى التي كانت مزيجا راقيا من التراث الأمريكو - لاتيني (البرازيل) و الإفريقي أن تأسر قلوب الحاضرين على الرغم من عائق اللغة ليتفاعلوا مع نجمات هذه الليلة اللواتي قدمن وصلات مميزة امتزج فيها قرع الطبول وبعض الآلات الموسيقية التقليدية مع الرقص و الغناء وزادتها ألوان اللباس التقليدي الزاهية جمالا و أصالة. و قالت كلوي التي كشفت في ندوة صحفية نشطتها عقب العرض مباشرة عن انبهارها بجمهور تاموقادي وتفاعله مع أغاني ورقصات وموسيقى رفيقاتها في زاليندي بأن عضوات هذه الفرقة النسوية اللواتي ينحدرن من مناطق مختلفة من العالم جمعهن حب الموسيقى البرازيلية التي "غذيناها بالتراث الإفريقي." و في فرقتنا -تقول كلوي- كل شيء مسموح فنحن نجد متعة كبيرة في مزج الموسيقى والرقصات و الأغاني وحتى اللباس الذي نظهر به على الخشبة هو كما ترون خليط من اللباس التقليدي الموجود خاصة في تراث البرازيل و إفريقيا وهي الحرية التي لم نجدها في العمل مع الرجال "إننا في زاليندي لدينا حرية اكبر في التعبير حسب ما تمليه علينا أنوثتنا و رؤيتنا المختلفة للموسيقى والتراث العالمي وطريقة الظهور أمام الجمهور عن تلك التي يراها الرجل". و نسعى في أغانينا وموسيقانا أن نصنع الفرح والبهجة تضيف مغنية زاليندي وندعو إلى المزيد من حرية المرأة وكذا الإنسان في مختلف أنحاء المعمورة وكل ما نقدمه في أعمالنا هو دعوة صريحة بأن يحب الآخر الأفراح على طريقتنا التي هي مزيج من تراث حضارتين من أغنى حضارات العالم. و كان جمهور تاموقادي في الليلة الخامسة لمهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الحالية محظوظا من حيث تنوع الأنغام المقدمة على ركح مسرح الهواء الطلق الجديد بمدينة تيمقاد الذي أنجز بمقربة من المسرح الروماني العتيق والتي حملت كسابقتها الكثير من المتعة و البهجة للحضور الذين رقصوا مطولا وهتفوا بأغاني أحبوها فكان التفاعل والانسجام بين الركح والمدرجات. أما البداية فكانت بمغني الراب المغربي ميستر يو الذي هز الحضور على وقع "وان توثري فيفا لالجيرى" و "الجزاير يا ما" لتتواصل المتعة مع كوكبة من مطربي الأغنية الشبابية الخفيفة منهم الشاب زينو والشابة جميلة و عبدو السكيكدي وكمال القالمي و الشاب ديدين الذين قدموا أحسن ما غنوا واستطاعوا أن يحبسوا أنفاس الجمهور لأكثر من ساعتين ويجعلوه يرقص كما لم يرقص من قبل إلى غاية الساعات الأولى من يوم الخميس. و كانت الليلة حسب شهادات كل الفنانين المشاركين وكذا عشرات الحضور الذين حاورتهم وأج في قمة المتعة والتفاعل وأعادت إلى الأذهان الزمن الجميل لمهرجان تيمقاد الدولي الذي ينظم في سنته الثالثة على التوالي خارج المسرح الروماني الكائن بالموقع الأثري. و تعد الليلة السادسة من عمر هذه التظاهرة في طبعتها لسنة 2012 بأجواء ساخنة على الركح وفي المدرجات لأن الأسماء المبرمجة في هذه السهرة لها تأثير السحر على الجمهور لاسيما الشباب من محبي النغمات الإيقاعية الخفيفة الذين يترقبون مريم فارس من لبنان و أسماء جزائرية أخرى سبق و أن متعتهم على غرار الشابة يمينة وصالح العلمي وعبدالله مناعي ورضا دوماز وأحمد دوماز.