تحت شعار "صامدون"، تواصل جمعية كافل اليتيم مكتب عين طاية نشاطاتها التضامنية مع أيتامها وأراملها، رغم قرار هدم مقرها القديم المتواجد بمحاذاة مسجد أسامة بن زيد بديار الغرب الجديد بعين طاية، من أجل استغلال المساحة التي كان عليها المقر في استكمال مشروع بناء المدرسة القرآنية للمسجد، وهو القرار الذي كان من المفترض أن يتم قبل فترة طويلة، في انتظار أن تتمكن الجمعية من إيجاد مقر لمكتبها، قبل أن تستنفد جميع المهل ويجد أيتام عين طاية أنفسهم بلا مقر لجمعيتهم التي ساهمت بشكل فعال في مساعدة العشرات منهم. مكتب كافل اليتيم لعين طاية يكفل أكثر من 200 يتيم، وهي متواجدة في الميدان منذ سنتين تقريبا، وقد قدّمت عدة مشاريع ناجحة وطموحة، آخرها كان مشروع الأرملة المنتِجة، الذي ساهمت فيه الجمعية بشكل فعال في مساعدة عددٍ كبير من الأرامل على تجسيد مشاريع مختلفة في الطبخ والحلويات والخياطة والطرز وغير ذلك، عبر توفير الإمكانيات اللازمة لهن، كما كانت الخياطة وأيضاً تخصيص عدة معارض لهن لعرض منتجاتهن، التي ساعدت بعضهن على توفير مداخيل لأبنائهن من مجهودهن الخاص. وبادرت جمعية كافل اليتيم عين طاية في عدة مشاريع تضامنية للأيتام، كمحفظة اليتيم، وكبش العيد، وقفة رمضان، وكسوة العيد، إلى جانب الرحلات الترفيهية للأيتام والخرجات التعليمية والدورات التدريبية، على مدار سنتين كاملتين، كانتا حافلتين بنشاطات كبيرة ومتنوّعة، ساهمت في إسعاد أيتام عين طاية، وحتى أيتام بلديات أخرى بالعاصمة وخارجها، ساعدتهم الجمعية بشكل كبير وفي مرات كثيرة بمواد غذائية وألبسة وغير ذلك. ورغم أن الجمعية لا تزال مصممة على الصمود، وعلى تحدي هذه الظروف القاهرة، ومواجهة كل الصعاب وفاء لأيتامها وأراملها، إلا أن انعدام المقر يشكل حجر عثرة حقيقية في وجه القائمين عليها، ويقول رئيس الجمعية السيد محمد قبلي في هذا الخصوص في اتصال هاتفي ب"الشروق"، إن للجمعية أهدافاً ومشاريع كبيرة، وقد أثبتت حضورها في الميدان أكثر من مرة، بنشاطات متميزة، لكن عدم وجود فضاء يسمح لها بجمع أيتامها، ويتيح لها فرصة المضي قدما، قد يضطر الجمعية إلى توقيف نشاطها. وتأمل الجمعية أن تحظى بدعم من السلطات المحلية أو أهل البر والإحسان لتمكينها من مقرّ لائق، أو قطعة أرض تسمح لها ببناء دار اليتيم التي طالما حلم أيتام عين طاية بتجسيدها.