أعلنت وزارة الداخلية النمساوية، الجمعة، أن عدد جثث اللاجئين التي عثر عليها في شاحنة بالقرب من بلدة باردنوف شرق البلاد قادمة من هنغاريا، تجاوز 70 جثة. وأشارت تقارير إلى أن السلطات الهنغارية ألقت القبض على 7 أشخاص يشتبه بتورطهم في عملية تهريب اللاجئين في صندوق الشاحنة، وذكرت وسائل إعلام أن الأدلة الأولية تشير إلى أن المهاجرين اختنقوا داخل الشاحنة أثناء نقلهم بشكل غير شرعي. وكان موقع صحيفة "كرونه" النمساوية ذكرت في وقت سابق الجمعة بأن الشرطة احتجزت عددا من المشتبه بهم بالتورط في هذه القضية، مشيرا إلى أن أصحاب أعمال غير شرعية لتهريب اللاجئين ربما يكونوا موجودين في رومانيا. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن سائق الشاحنة كان مواطنا رومانيا، إلا أن السلطات الرومانية نفت ذلك، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء النمساوية. بدورها أعلنت حكومة سلوفاكيا أن إحدى الشركات في البلاد باعت الشاحنة المذكورة لشركة هنغارية وصاحبها هنغاري، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن مواطنا أوكرانيا يدير هذه الشركة الهنغارية منذ ماي الماضي. ومن جانبه، صرح رئيس الشرطة المحلية هانس بيتر دوسكوزيل بأن هناك مؤشرات كثيرة تبين أن حالات الوفاة وقعت على الأرجح قبل يوم ونصف أو يومين، مضيفا أن مؤشرات عدة توحي بأن المهاجرين قضوا قبل عبور الشاحنة الحدود. وكانت صحيفة "دي برس" قد ذكرت أن ما يدعم هذه الترجيحات في التحقيقات الأولية هي المقارنة بين الظروف الجوية مع ملابسات الحادث، حيث نقلت عن دوسكوزيل قوله إنه وفقا للتحقيقات انطلقت الشاحنة في صباح الأربعاء الباكر من العاصمة الهنغارية بودابست ووصلت الحدود النمساوية ليلة الأربعاء على الخميس، حيث تدلل المؤشرات إلى أن من كان بداخلها قد فارقوا الحياة قبل عبور الحدود. وحتى اللحظة لم تذكر القوات الأمنية العدد الدقيق للجثث، وأيضا لم تؤكد بشكل نهائي فيما إذا كانت جثث لاجئين أم لا، أو أن بينهم نساء وأطفال. يأتي ذلك على خلفية تفاقم أزمة اللاجئين على حدود الاتحاد الأوروبي وزيادة عدد اللاجئين الذين يلقون حتفهم أثناء محاولتهم التسلل إلى أوروبا بحربا، وكذلك تزايد أعمال عنف واشتباكات بين الشرطة واللاجئين الذين يحاولون التسلل إلى النمسا وألمانيا والسويد عبر اليونان ودول البلقان. وأعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن حوالي 2.5 ألف من المهاجرين واللاجئين قتلوا وفقدوا في البحر الأبيض المتوسط في رحلتهم إلى أوروبا منذ بداية العام الحالي. كما أشارت المفوضية إلى أن عدد طلبات اللجوء من قبل السوريين وحدهم، بلغ 311 ألفا ما بين أفريل عام 2011 وحتى جوان من هذا العام.