اللواء عثمان طرطاق المعروف أيضا باسم الجنرال بشير طرطاق من مواليد 1950 بمدينة العلمة بولاية سطيف، متحصل على شهادة ليسانس في الاقتصاد، يتقن العربية والفرنسية، دخل مدرسة "الكيجيبي" العسكرية "دفعة السجاد الأحمر" بموسكو بالاتحاد السوفياتي، سابقا، حيث تلقى تكوينا عسكريا مختصا في مجال الاستخبارات. في سنة 1990 تم تعيين طرطاق في تندوف في المنطقة العسكرية الثالثة، قبل أن يلتحق بجهاز المخابرات كمسؤول على جهاز الأمن الداخلي وهو شريان مصلحة الأمن والاستعلامات، حيث أصبح الرجل الثاني في الجهاز، وقد تم إحالته على التقاعد في جويلية 2014، قبل أن يتم استدعاءه مرة أخرى إلى قصر المرادية ليشغل منصب مستشار، ثم تعيينه أمس من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، رئيسا جديدا لقسم الاستخبارات والأمن خلفا للفريق محمد مدين الذي أحيل على التقاعد. يمتلك الجنرال طرطاق خبرة في قيادة العمليات ذات المخاطر العالية، فقد كان من مهندسي انتصار الجيش على الجماعات الإرهابية في سنوات التسعينات، حيث ذاع صيت سمعته المتميز بالقسوة عندما كان مسؤولا عن المركز الإقليمي للبحث والتحري ببن عكنون بالجزائر العاصمة، وتناسقا مع رفضه لأي تفاوض مع الإرهابيين، قام بمكافحة الإرهاب بيد من حديد إلى غاية عام 2004، حيث اضطر مع تراجع العمليات الإرهابية وحل مراكز "سي.ت.ري" إلى التواري عن المشهد، ليعود مع نهاية 2011 لقيادة مديرية الأمن الداخلي. كما تمكن الجنرال طرطاق في أشهر قليلة فقط من تسجيل نقاط مهمة في المعركة مع ما يعرف ب"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وبالتحديد في منطقة القبائل أحد أهم معاقل التنظيم الإرهابي، وذلك بعد أن وجهت مجموعاته سلسلة من الضربات القوية ضد القاعدة قتل فيها عدد من القادة الإرهابيين وتوقيف عدد آخر كان من بينهم الناطق باسم اللجنة الإعلامية للتنظيم صالح ڤاسمي المدعو صلاح أبو محمد الذي أوقف نهاية 2012 في مطعم بمنطقة البويرة. ويتردد أيضا أن عودة الجنرال طرطاق من بوابة الرئاسة شهر سبتمبر 2014، ثم تعيينه رسميا أمس من طرف رئيس الجمهورية كرئيس جديد للمخابرات الجزائرية الهدف منه هو وضع إستراتيجية أمنية لمحاربة التنظيمات الإرهابية وفق منظور جديد وخطة متعايشة مع التطورات الإقليمية، خاصة مع ظهور ما يسمى بتنظيم "داعش" والوضع المتوتر في عدد من دول الجوار كليبيا وتونس ومالي.