أشاد موقع "جويش برس" الإسرائيلي بضخ السلطات المصرية كميات من مياه البحر المتوسط باتجاه قطاع غزة بهدف تدمير الأنفاق. ووصف هذه الخطوة بأنها "مصدر إلهام لإسرائيل!". وأضاف الموقع، في تقرير له، أن ضخ مصر كميات من مياه البحر أسفل الحدود الفلسطينية المصرية لتدمير الأنفاق "ألهم إسرائيل بحل سحري للتخلص من سكان غزة"، حسب تعبيره. وتابع الموقع ساخرا: "إسرائيل هي الأخرى ستعتمد على البحر المتوسط للتخلص من سكان غزة، عبر إغراء كل منهم ب 5000 دولار وجواز سفر سوري مزوّر، ومقعد على متن سفينة تُبحر إلى البحر المتوسط". وبدأت السلطات المصرية، فجر الجمعة الماضي، في ضخ كميات كبيرة من مياه البحر في أنابيب مَدّتها في وقت سابق على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، في محاولة لتدمير أنفاق التهريب أسفل الحدود، عبر إغراقها. ونقلت الوكالة عن عدد من الفلسطينيين قولهم إن ضخ مصر مياه البحر أدى إلى غمر عددٍ كبير من الأنفاق، وحدوث انهيارات جزئية في عددٍ منها. ومنذ أكتوبر الماضي، يعمل الرئيس عبد الفتاح السيسي على إنشاء منطقة خالية من الأنفاق في الشريط الحدودي مع قطاع غزة، وتحديدا في مدينة رفح، تبلغ مساحتها 2 كيلومتر من أجل "مكافحة الإرهاب". وأدانت فصائل فلسطينية ضخّ كميات من مياه البحر باتجاه قطاع غزة بهدف تدمير الأنفاق ومكافحة ما تصفه القاهرة ب"الإرهاب". وقالت هذه الفصائل، وهي الجهاد الإسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية وحركتا الأحرار والمجاهدين ولجان المقاومة الشعبية، في بيان مشترك: "إن ضخ كميات من مياه البحر أسفل الحدود الفلسطينية المصرية حقيقة صادمة". وجاء في البيان، وفقاً لوكالة "سما" أن هذه الخطوة تُدمّر مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وتلوث خزان المياه الجوفية، كما أنها تؤذي أصحاب البيوت بالمناطق الحدودية "وتقتل كل أشكال الحياة على هذه الأرض". ودعت الفصائل أصحاب القرار والتأثير في القاهرة إلى وقف ما سمته "الجريمة المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني وأرضه"، مؤكدة "تطلعها إلى الدور المصري الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه". ومن جانبها، قالت حركة حماس في بيان لها إنها تُجري اتصالات رسمية مع السلطات المصرية لوقف ضخ كميات من مياه البحر، أسفل الحدود الفلسطينية المصرية. واعتبرت أن "إقامة برك مياه مالحة على طول حدود قطاع غزة مع مصر، يمثل خطورة كبيرة على المياه الجوفية، ويهدّد أيضا عددا كبيرا من المنازل على الجهة الفلسطينية". وبدورها، حذرت هيئة جودة البيئة في قطاع غزة من أن ضخ كميات من مياه البحر أسفل الحدود الفلسطينية المصرية لتدمير أنفاق التهريب سيؤدي إلى ارتفاع شديد في ملوحة المياه الجوفية، ما يهدد سلامة المباني السكنية والبنى التحتية وربما يدمر القطاع الزراعي في غزة. وقالت الهيئة في بيان لها إن "ضخ مياه مالحة على طول الحدود، وحقنها في جوف الأرض، سيؤدي إلى انتقال ملوحة مياه البحر عبر طبقات التربة، مسبّبة ارتفاعا شديدا في ملوحة المياه الجوفية بمقدار 40 ضعفا". وأضافت: "كوب من مياه البحر المالحة سيلوّث 40 كوباً من المياه الجوفية العذبة، ما يعني تدمير الخزان الجوفي". وأشارت الهيئة إلى أن ضخ المياه سيزيد من تملح التربة المحيطة على طول الشريط الحدودي نتيجة ترشيح مياه البحر عالية الملوحة، وانسياب المياه في الأنفاق واختراقها المناطق السكنية، ما يهدد سلامة المباني السكنية والبنى التحتية من شبكات الصرف الصحي وشبكات مياه الشرب والهواتف والكهرباء الأرضية. كما حذرت من أن هذا الإجراء سيؤدي إلى تدمير القطاع الزراعي المعتمد على المياه الجوفية للري في المناطق الحدودية.