تتزايد مخاوف مواطني مدينة رفح الحدودية مع مصر، جنوبي قطاع غزة، بعد تحوّل مشروع القناة المائية المصرية على الحدود إلى واقع على الأرض، بعد فشله في حقب سابقة، خلال وجود الاحتلال على الحدود قبل انسحابه عام 2005، وخلال فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك؛ أصبح المواطنون معه أكثر تخوفا على مساكنهم وحياتهم على المدى البعيد. جلال أبو طه، يسكن منزلا بحي البرازيل على الحدود، عبّر عن تخوفه من تأثير المياه المالحة التي يضخها الجيش المصري على طول الحدود، على أساسات منزله على المدى البعيد، ما يهدده بالانهيار. وقال: “منازلنا على الحدود تخلخلت (تصدعت) أساساتها بفعل الانفجارات القوية المتتالية التي دمر خلالها الجيش المصري المنازل والأنفاق في الجانب الآخر من الحدود.. وإن استمر تدفق المياه، بالتأكيد ستشكّل خطرا على منازلنا وحياتنا”. ورأى المواطن علاء، من سكان مخيم يبنا على الحدود، أن المشروع يهدف إلى تشديد الحصار على قطاع غزة، ومنع إدخال أي مواد أساسية للحياة من الأراضي المصرية للقطاع، موضحا أن “اللجوء الفلسطيني للأنفاق كان اضطراريا نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع، لذلك كنا بحاجة للمواد التموينية ومواد البناء والأدوية”. وقال المواطن الغزاوي “علاوة على أن المضي بالمشروع يهدد منزلي والمنازل على الحدود بالانهيار، فهو أيضا يهدد بتدمير أحواض المياه الجوفية، ويهدد الأمن الزراعي”. وفي السياق، دعت بلديات مدينة رفح وسلطة المياه ومؤسسات أخرى، أمس، جمهورية مصر العربية إلى التراجع عن قرار ضخ المياه في الخندق المائي على الحدود مع قطاع غزة. وقال صبحي أبو رضوان، في مؤتمر صحفي عقد على الحدود المصرية الفلسطينية: “على السلطات المصرية أن تقرأ تبعات قرار ضخ مياه البحر على الشريط الحدودي وتأثيراتها على الحياة البشرية والزراعية في جانبي الحدود”. وأضاف “ضخ المياه سيعرض مباني المواطنين القريبة من الحدود إلى خطر الانهيار المفاجئ، بما يشكّل خطورة فعلية على حياتهم”. وأوضح أبو رضوان أن ما حدث، مساء الجمعة الماضي، كان عبارة عن ضخ تجريبي عبر الأنابيب لوقت قصير؛ ما أدى إلى غرق عدة مناطق على الشريط الحدودي، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر عينة صغيرة للكوارث التي ستحدث تباعا في حال بدء الضخ الفعلي. وبيّن أن أخطار المشروع على البيئة تتمثل في تلوث الحوض الجوفي في رفح بالملوحة، وتدمير منظومة الصرف الصحي وتجميع الأمطار، إضافة إلى التأثير على خصوبة التربة الزراعية، وأضاف: “ضخ المياه سيتسبب في انهيارات كبيرة في منطقة الحدود والمنازل المحيطة بها، فضلا عن انجرافات في التربة وشبكات الطرق والبنية التحتية.