صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا لا يمكن أن تسمح بتفكك سوريا، وإلا فالبديل سيكون "داعش". قال لافروف في حديث لقناة "روسيا اليوم" إن الرئيسين بوتين وأوباما ناقشا في لقائهما إمكانية تعاون بلديهما في حل القضايا الملحة وبالدرجة الأولى الأزمة السورية. قال لافروف: "اتفقنا أن هدفنا هو الانتصار على داعش ومنعه من تنظيم الدولة التي يخطط لإقامتها على مساحة شاسعة". أكد لافروف أن الإصلاحات السياسية في سوريا يجب أن تجرى دون تكرار أخطاء العراق وليبيا، حيث أدخل التدخل الخارجي بهدف نشر الديمقراطية، البلدين في فوضى وعرّضهما لأخطار التجزؤ إلى دويلات صغيرة". قال الوزير الروسي: "موقفنا يتلخص في أن مهمتنا الرئيسية في المرحلة الراهنة هي منع الإرهابيين من تدمير الشرق الأوسط، كما نعرفه، الشرق الأوسط مهد الديانات الثلاث". أكد الوزير الروسي على ضرورة الإصلاحات في سوريا شرط ألا تفرض من الخارج، بل يجب أن تخرج من الداخل، من الحكومة والمعارضة. قال لافروف: "أكد الأمريكيون أن موقفهم هو المحافظة على وحدة وسيادة سورياوالعراق وبلدان المنطقة الأخرى، على هذا الأساس نستطيع التعاون. بكلام آخر يجب أن تجري محاربة الإرهاب بالتوازي مع الإصلاحات السياسية، ولكن دون أن تُفرض من الخارج، بل يجب أن تخرج من الداخل، من السوريين أنفسهم، من الحكومة وكل المجموعات المعارضة، كلهم يجب أن يطلقوا عملية سياسية ويناقشوا مستقبل بلدهم"، وأضاف لافروف "حين يتوصّلون إلى اتفاق كما يتطلب بيان جنيف الموقّع منذ 3 سنوات في جوان 2012، والذي يدعو إلى الإصلاحات السياسية في سوريا على أساس متين من الوفاق بين الحكومة والمعارضة، عندها آمل أن نحقق هدفنا، وسنكون على ثقة بأن الشعب يقرر مصيره بنفسه"، وكان لافروف قد صرح للصحفيين في وقت سابق بأن روسيا لا تنتظر اختراقا في حل الأزمة السورية، لكن الوضع يجب ألا يتدهور، واصفا مباحثاته مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ب"الرائعة". قال لافروف: "نحن لا ننتظر اختراقا في سوريا، لكن الوضع يجب أن لا يتدهور". قال الوزير الروسي إن الرئيس بوتين أوضح لنظيره الأمريكي أن تشكيل قيادة موحدة للقوات المناهضة لتنظيم "داعش" أمر غير واقعي، إلا أنه أكد ضرورة تنسيق العمليات "على الأرض" وتنسيق الضربات الجوية، وأوضح لافروف: "نحن على قناعة بأن جميع القوى التي تحارب "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية يجب أن تنسّق عملياتها"، مضيفا: "لأن التحالف يقوم فقط بتوجيه ضربات جوية، أما قوات سورياوالعراق وكذلك الوحدات الكردية فهي التي تحارب "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما على الأرض"، وقال لافروف إن موسكو ستكون سعيدة بدعوة المعارضة الوطنية السورية التي تقاتل في أراضيها للانضمام إلى هذا الكفاح المنسّق"، كما أضاف وزير الخارجية الروسي أن روسيا اقترحت على الولاياتالمتحدة والتحالف الدولي تنسيق الضربات الجوية على مواقع "داعش" مع عمليات القوات البرية على أساس مركز بغداد المعلوماتي الذي يجرى إنشاؤه حاليا، وقال لافروف إن موسكو تتعاون مع حكومات العراقوسوريا وإيران، معربا عن أمله في أن تبادل المعلومات هذا سيساعد في مكافحة الإرهاب.