صرح مسؤول عسكري أمريكي بارز بأن الجيش الأمريكي أسقط 50 طنا من الذخيرة الخاصة بالأسلحة الصغيرة وقنابل يدوية شمال سورية الأحد الماضي، مما يمثل تحولا في سياسة وزارة الدفاع (بنتاغون) من تدريب المعارضين المسلحين إلى تسليحهم. ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية عن المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "كل الذخيرة وصلت إلى القوات الصديقة" كما سماها، مضيفا أن عملية الإسقاط "بدت مشابهة لما قمنا به في بلدة (عين العرب) كوباني"، في إشارة إلى ما فعله الجيش الأمريكي عندما زود بالأسلحة المقاتلين الأكراد السوريين المعروفين باسم "وحدات الحماية الشعبية الكردية" الذين تمكنوا من طرد عناصر داعش من بلدة كوباني الواقعة على الحدود التركية السورية في وقت سابق العام الجاري. وأضاف المسؤول أن الأكراد السوريين لم يكونوا هم المتلقين للأسلحة هذه المرة، ولكن العرب السوريين الذين يقاتلون "داعش". وتم إسقاط الإمدادات البالغ وزنها 50 طنا في محافظة الحسكة، وهي موطن للأكراد السوريين والعرب والأقلية الآشورية. ويأتي التحول في سياسة البنتاغون أيضا في الوقت الذي تواصل فيه روسيا شن هجمات جوية في سورية، مما تسبب في توتر مع الولاياتالمتحدة وسط شكوك بأن موسكو تحاول فقط دعم الرئيس السوري بشار الأسد. من جهة أخرى، اعتبر "أبو محمد الجولاني" زعيم تنظيم "جبهة النصرة" في سوريا أن التدخل الروسي أتى بعد سلسلة انتصارات من وصفهم ب"المجاهدين" في الشام، وهو "السهم الأخير لهذا النظام"، داعيا من وصفهم ب"المجاهدين في القوقاز إلى قتل الروس بشكل عام ردا على قتل الطائرات الروسية للمدنيين السوريين". وعرض الجولاني مكافأة قدرها 3 ملايين يورو لمن يقتل بشار الأسد ولو كان علويا، ومكافأة قدرها مليونا يورو لمن يقتل حسن نصر الله، وإن كان شيعيا أيضا، مؤكدا أن "جبهة النصرة ستؤمّنهم وتؤمّن عائلاتهم". وقال الجولاني في كلمة صوتية بثتها مؤسسة "المنارة البيضاء" إن "تدخل الروس يأتي بعدما انهارت المنظومة الدفاعية لدى النظام، وباءت جميع المساندات الإيرانية له بالفشل، حيث وصلت المعارك لعقر ديارهم"، في إشارة إلى قصف "جيش الفتح" لبلدتي كفريا، والفوعة الشيعيتين. وتوعّد الجولاني الروس بهزيمة كبرى في سوريا تنسيهم ما لاقوه في أفغانستان والشيشان. وفي آخر التطورات الميدانية، سقطت قذيفتان أمس الثلاثاء داخل حرم السفارة الروسية في دمشق أثناء بدء تجمع نحو 300 متظاهر أمامها دعما لتدخل موسكو العسكري في سوريا، دون وقوع إصابات وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن "القذائف أطلقت من مواقع الفصائل الإسلامية المتحصنة عند أطراف العاصمة". فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف بالمدفعية موقعين للجيش السوري في هضبة الجولان ردا على سقوط صواريخ أطلقت من سوريا صباح أمس الثلاثاء في الجزء المحتل من هضبة الجولان دون إيقاع أضرار أو إصابات. وقبلها، سقطت صواريخ أطلقت من سوريا في الجزء المحتل من هضبة الجولان دون إيقاع أضرار أو إصابات حسبما أعلن بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي. واحتلت إسرائيل هضبة الجولان (1200 كلم مربع) خلال حرب 1967 وضمتها بعد ذلك في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.