زحفت حرائق الغابات خلال اليومين الأخيرين إلى 12 ولاية من ولايات وسط وشرق البلاد، حيث عاشت هذه الجهات من الوطن وضعية استثنائية زاد في تأزمها ارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح الجنوبية، وقد سجلت مديرية الغابات 168 موقع للحرائق تمت السيطرة على معظمها والباقي جاري إخماده من قبل مصالح الغابات بالتعاون مع الحماية المدنية والجيش الوطني الشعبي. * وجدت مصالح الغابات بمساعدة رجال الإطفاء صعوبة في السيطرة على الحرائق التي اندلعت في مواقع مختلفة من وسط البلاد وبالضبط بالأربعاء وصوحان والشريعة بالبليدة وتابلاط إضافة إلى جبل الشنوة بتيازة، وكذلك آيت يحيى موسى بتيزي وزو، حيث استمرت عمليات الإطفاء وإنقاذ الأشجار من اللهب إلى غاية الساعات الأولى من صبيحة أمس الأربعاء، اذ تمت السيطرة على الحريق الذي نشب بغابة الشريعة والآخر بجبال شنوة عند الثالثة صباحا، ما رفع درجات الحرارة بالجزائر العاصمة وما جاورها إلى أكثر من 40 درجة. * وحسب مدير الغابات، فقد بلغت بؤر الحرائق التي اندلعت أمس 58 موقعا منتشرة عبر 12 ولاية من الوسط والشرق أهمها ولايات الطارف، جيجل، بجاية، قالمة، تيزي وزو، عنابة، البويرة، البليدة، المدية، سكيكدة، وقد جاءت متزامنة بفعل الحرارة التي ارتفعت في الأيام الأخيرة، كما ساعدها عامل الرياح الجنوبية الجافة التي تهب منذ فترة من الصحراء على مدن الشمال، أما مدن الغرب فلم تطلها الحرائق بسبب اعتدال الحرارة وانعدام الرياح الجنوبية هناك. * وقد مست الحرائق الغابات والمساحات المشجرة والأشواك والأشجار المثمرة، وإن كانت الحصيلة النهائية لن تظهر إلا بعد جرد ومعاينة المناطق المتضررة، فإن شهود عيان أكدوا من مواقع الحرائق أن النيران أتلفت مساحات واسعة من الغابات والأشجار، وكان صعب جدا على فرق الإنقاذ والإطفاء السيطرة عليها بسبب الانتقال السريع للهب بفعل الحرارة والرياح. * وتعود أسباب الحرائق حسب مدير الغابات السيد تيطاح إلى أسباب إنسانية بالدرجة الأولى مثل ما تعلق بالنشاطات الفلاحية وتربية المواشي، كما أن هناك من الأسباب ما هو عمدي وغير عمدي، مؤكدا أن أعوان الغابات عندما يصلون إلى مواقع الحرائق يمكنهم بفعل الخبرة معرفة ما إذا كان الحريق متعمدا أو ناتجا عن إهمال. * ويذكر أن مصالح الغابات تدعمت هذا الموسم بأجهزة راديو كهربائية تساعد في سرعة الإبلاغ عن الحريق، إضافة إلى 100 سيارة إطفاء إضافية ليصبح تعداد الحظيرة من سيارات الإطفاء وشاحنات الصهاريج 300 سيارة مجهزة للتدخل، كما سبق الموسم الذي يبدأ من الفاتح جوان على 13 أكتوبر سلسلة من الأعمال الوقائية مثل شق المسالك وتنظيف الغابات من الأشواك والفضلات وتزويدها بنقاط المياه.