حراائق مهولة اتت على الثروة الغابية بلغت درجات الحرارة أمس معدلات مرتفعة جدا، حيث تراوحت بين 37 إلى 40 درجة مئوية في المدن الشمالية، وقد ساهمت حرائق الغابات التي سجلت بولايات الوسط بكل من البليدة، البويرة، تيزي وزو، تيبازة في اختناق المواطنين، خاصة وأن درجات الحرارة ليست مرشحة للانخفاض قبل مساء الخميس. * وجد سكان المناطق الشمالية، خاصة الوسط وشرق البلاد صعوبات كبيرة في التأقلم مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي ارتفعت منذ الأيام الأولى لشهر رمضان، لكنها زادت بصفة حادة خلال اليومين الفارطين، حيث تراوحت بين 37 بالجزائر العاصمة إلى 40 بقسنطينة ما جعل الجو ثقيلا جدا في أيام الصيام هذه، خاصة وأن الحرارة الجافة جاءت مصحوبة بأتربة ورمال. * وفي تفسيرها للظاهرة، أكدت مصالح الأرصاد الجوية أن الوضع يعد طبيعيا مع وجود الرياح الجنوبية الغربية التي تهب على منطقة شمال البلاد منذ أيام، بل بلغت حتى إيطاليا بأوروبا وقد ساعد الضغط الجوي المرتفع على منع وصول النسمات البحرية الباردة. * ولاحظ سكان مدن وسط البلاد منذ يومين أيضا امتزاج الهواء برماد الغابات ورائحة الحرائق، وذلك ما أكده لنا مدير الغابات السيد عبد المالك تيطاح الذي كشف عن وجود عدد من الحرائق بعضها تمت السيطرة عليه وبعضها كان مشتعلا أمس. * فمن بين الحرائق التي كانت مشتعلة أمس وأحس بها مواطنو العاصمة وجهات البلاد الوسطى، اندلعت حرائق بكل من تيزي وزو في 5 مواقع، البليدة في بؤرة واحدة، تيبازة، سطيف، جيجل، باتنة، سكيكدة في بؤرة واحدة لكل منها، وكانت في طريق السيطرة عليها أمس. * أما أول أمس فكشف مدير الغابات عن حدوث 7 حرائق تم إخمادها في كل من تيزي وزو بثلاث بؤر، وحريق بالأخضرية بالبويرة وآخر بالقادرية، إضافة إلى حريقين بالأربعاء وصوحان بولاية البليدة. * ورغم الحرائق التي اندلعت هنا وهناك، إلا أنه لا يمكن اعتبارها عاملا من عوامل ارتفاع الحرارة حسب المختصين، اللهم في المناطق المجاورة لها، التي يعد السبب الأساسي فيها هو الرياح الجنوبية القادمة من الصحراء، كما أن حرائق الغابات سجلت انخفاضا محسوسا هذه السنة مقارنة بسابقتها، حيث سجلت منذ بداية الموسم في الفاتح جوان الماضي إتلاف 15282 هكتارا منها 7022 غابية مقابل 47745 هكتارا منها 23430 غابية في نفس الفترة من سنة 2007 . * ومن بين الولايات الأكثر تضررا بحرائق الغابات حسب الحماية المدنية، نذكر سكيكدة (5.529 هكتار) وتيزي وزو (5.423 هكتار) والطارف (385 هكتار) وسوق أهراس (5.375 هكتار) و بجاية (5.207 هكتار) وقسنطينة (200 هكتار) وعين الدفلى (617 هكتار). * كما تم تسجيل عدد كبير من الأشجار المثمرة التي أتلفتها النيران ببجاية (436 12) و تيزي وزو (7033) وميلة (5790) وسطيف (5109). * أما عن أحوال الطقس فتؤكد مصالح الأرصاد الجوية أن الطقس سيستمر حارا خلال اليومين الجاريين ولن تنخفض معدلات الحرارة قبل مساء الخميس أين ينتظر تراجع طفيف، حيث ستتراوح بين 32 و30 درجة مئوية. * "الصمايم" تشتد بالمدن الشمالية للبلاد..ارتفاع الحرارة سيستمر إلى الغد والجو سيعتدل ابتداء من الجمعة * تؤكد نشرية الديوان الوطني للأرصاد الجوية أن حالة الطقس التي سادت خلال اليومين الأخيرين، والمتميزة بحرارة عالية ورياح جنوبية متربة، ستستمر إلى غاية مساء الخميس، ولن يسجل انخفاض الحرارة إلا غدا مساء، حيث سيجسل اعتدال نسبي في درجات الحرارة. * وتشير التنبؤات الجوية إلى استمرار هبوب الرياح الجنوبية الغربية على شمال البلاد، وتصل حتى البلدان الجنوبية من أوروبا، حيث عرفت إيطاليا ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة عن مستوياتها الطبيعية. * * ومعلوم أن الجزائريين يعرفون هذا النوع من الحرارة خلال الأسابيع الأولى من شهر سبتمبر من كل سنة، وتعرف بالعامية ب"الصمايم" أو "طياب العود"، مثلما يقال، لكن المميز هذه السنة أنها جاءت في عز أيام الصيام، ما زاد من صعوبة تحملها عند المواطنين بفعل العطش الشديد، خاصة المسنين والمرضى وحتى الأطفال والصبيان. * وتراوحت درجات الحرارة، حسب ديوان الأرصاد الجوية، بين 35 درجة في الشمال إلى 42 درجة بالصحراء، ولن تعرف تراجعا قبل ليلة الخميس، حيث سيسجل نحو 33 إلى 32 درجة مئوية وسط البلاد وشرقها، أما غرب البلاد، فلم تمسه هذه الموجة بفعل وقوعه خارج خط هبوب الرياح الجنوبية. * أما الأمطار، فستكون في شكل زخات ولا ينتظر تسجيل أمطار هامة، إلا بعض العواصف الرعدية التي لن تؤثر في درجة الحرارة، كما منع الضغط الجوي المرتفع دخول النسمات الساحلية الباردة. * وينتظر أن يبدأ الجو بالاعتدال ابتداء من فجر الجمعة، حيث ستنقشع الغيوم والأتربة، كما تهب نسمة البحر بعد ابتعاد الضغط الجوي المرتفع. * * "موجة الحرارة عادية وستزول لتعود من جديد الأسبوع القادم" * اعتبر لوط بوناطير، المختص في علوم الفلك والجيوفيزياء، أن موجة الحرارة التي تشهدها مختلف مناطق الوطن هذه الأيام عادية وموسمية، مؤكدا أنها "قفزات حرارية" تمتد من الفاتح سبتمبر إلى منتصف شهر أكتوبر، مشيرا إلى أن السنة تتميز بأربعة أنواع من الحرارة، من ضمنها حرارة "الصمايم" والممتدة بين الفاتح جويلية والواحد والثلاثين أوت، حيث تتجاوز درجات الحرارة في بعض المناطق 45 درجة ولا تقل عن 30 درجة، وهي حرارة صيفية مرتفعة جدا وتعقب هذه المرحلة فترة "القفزات الحرارية" وهي المرحلة التي تسبق الاعتدال الخريفي، وتوصف بأنها مرحلة عبور من الحرارة العالية جدا إلى حرارة شبه معتدلة في فصل الخريف. * وأوضح بوناطيرو أن موجة الحرارة المرتفعة التي أزعجت كثيرين، خاصة وأنها تزامنت مع الصيام وشهر رمضان ستبدأ في الانخفاض تدريجيا ابتداء من نهاية الأسبوع الجاري، إلى أنها ستعود في الارتفاع من جديد منتصف الأسبوع القادم، وستبقى على هذا النحو في الارتفاع الشديد والانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة إلى منتصف شهر أكتوبر. * وربط ذات المتحدث ارتفاع درجة الحرارة والتغير المناخي بزيادة حدة النشاط الزلزالي، خاصة في الفترة الأخيرة، مؤكدا أن الحرارة تعتبر عاملا ثانويا في زيادة النشاط الزلزالي الذي له علاقة بالدرجة الأولى بالدورات الفلكية. وأوضح أن الحرارة المرتفعة تساهم في التحفيز على إخراج الطاقة وتمدد الصخور وتقلصها وحركة الصفائح الأرضية، وهذا ما يحدث هذه الأيام * * احتراق أكثر من 4000 شجرة زيتون في يوم واحد بتيزي وزو * سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية تيزي وزو، نشوب ما لا يقل عن 30 حريقا خلال يوم أمس، وقد تمّ تسجيل حريق مهول ببلدية آيث يحيا موسى بذراع الميزان والذي أسفر عن احتراق أكثر من 50 هكتارا وأزيد من 1000 شجرة زيتون، بالإضافة إلى احتراق 40 خلية نحل وكمية هامة من أعلاف الماشية، وذلك بقرية ابززوا بذراع الميزان. أما بقرية آث فراح التابعة لدائرة الأربعاء نايت ايراثن، فقد أتلفت النيران أكثر من 2800 شجرة زيتون وعدّة أشجار مثمرة. وبغابة تخوخت القريبة من واضية احترقت أمس، أكثر من 25 هكتارا من الأحراش، كما حاصرت النيران خلال اليومين الأخيرين عدة قرى ببلدية تيزي راشد، على غرار آڤني اجيلبن ولحسن الحظ لم تخلف ضحايا، رغم نشوبها بالقرب من السكنات وهذا بفعل التدخل السريع لأعوان الحماية المدنية. * للتذكير، فإن الحرائق التي عرفتها العام الفارط، ولاية تيزي وزو، خلفت وفاة 5 أشخاص بضواحي بني دوالة.