كرم والي ولاية ورڤلة، بمعية السلطات المحلية وممثلي منظمة المجاهدين، السبت، المجاهد الحاج "علي بن فردية بن موسى" 80 سنة، السائق والقائد الشخصي للعقيد محمد شعباني قائد الولاية التاريخية السادسة رحمه الله. وحضر اللقاء ببيت المجاهد المذكور في حي سكرة ببلدية الرويسات نخبة من المثقفين والباحثين وممثلي المجتمع المدني وأعضاء الأسرة الثورية، ومنظمتي أبناء المجاهدين والشهداء. ورغم أن منظمة المجاهدين بورڤلة، تعمدت في الأول على غرار المرات السابقة إقصاء هذا المجاهد من التكريم -وثيقة تحوز الشروق _نسخة منها- لدواعي يجهلها الجميع، إلا أن الوالي أصر على تكريمه شخصيا وإعادة ترتيب القائمة من جديد، كما وبخ بعض المسؤولين ممن تعمدوا إسقاط اسم ذات المجاهد من قائمة المكرمين، مما جعل الجميع يهرول سريعا نحو إعادة الاعتبار لهذا المجاهد. ونعت البعض محاولة الإقصاء بالمخزية لرجل قدم ريعان شبابه من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، وسجن وعذب عدة مرات وهو الذي يحوز وثائق تاريخية نادرة عن الخونة والمجاهدين المزيفين والحقيقيين، وظل يؤكد مرارا على وجوب تنقية البلاد من ضباط فرنسا، على غرار ما كان يقوله رفيق كفاحه العقيد محمد شعباني. ويعد تكريم المجاهد علي بن فردية بن موسى الأول من نوعه بصفة رسمية منذ الاستقلال، بالرغم من أن هذا الأخير يحوز كنزا تاريخيا من وثائق وشهادات ظلت منظمة المجاهدين تتجاهلها لعدة سنوات. والغريب أن هذه الأخيرة، وفي كلمة ألقاها أمينها العام أمام الحضور، قدمت هذا الرجل في شكل سيرة ذاتية مفصلة على أنه مجاهد فذ، هرب السلاح، وكافح فرنسا، ثم سجن وعذب من طرفها، وهي السيرة التي شدت الحضور وتعجب لها الجميع، كما تساءلوا عن سر هذا التأخر في تكريم هذا الرمز بمناسبة الفاتح نوفمبر بعد أكثر من نصف قرن من استقلال البلاد.