قتل 49 شخصاً على الأقل بينهم 31 مدنياً في الغارات الجوية التي استهدفت، الخميس، مدينة البوكمال في شرق سوريا على الحدود مع العراق والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت. وكانت الحصيلة السابقة لهذه الغارات التي شنتها طائرات حربية مجهولة تبلغ 22 قتيلاً بينهم طفلان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، اليوم (السبت)، أن "عدد الشهداء المدنيين الذين تمكن المرصد من توثيق استشهادهم ارتفع إلى 31 على الأقل بينهم أربعة أطفال". وتحدث عن "وجود 18 جثة متفحمة مجهولة الهوية جراء غارات شنتها طائرات حربية، الخميس، على مدينة البوكمال" في محافظة دير الزور على الحدود مع العراق. ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كانت الجثث المتفحمة تعود لمقاتلين في التنظيم. واستهدفت الغارات مقار لتنظيم "داعش" في وسط المدينة، حيث تكثر الأسواق الشعبية ما يفسر ارتفاع عدد القتلى المدنيين، بحسب عبد الرحمن. من جهته، قال المكتب الإعلامي ل"ولاية الفرات" التابع لتنظيم "داعش"، إن الغارات شنتها طائرات روسية وأنها استهدفت سوقاً مزدحماً بالمسلمين وخلفت عشرات القتلى والجرحى. وتشن طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن وأخرى روسية غارات جوية تستهدف معاقل تنظيم "داعش" في محافظة دير الزور التي تعد ثاني أبرز معاقل التنظيم في سوريا بعد محافظة الرقة (شمال). وأشار المرصد، السبت، إلى أن عدد القتلى "لا يزال مرشحاً للارتفاع بسبب وجود عشرات المفقودين والجرحى وبعضهم في حالات خطرة". ويسيطر التنظيم المتطرف على كامل محافظة دير الزور وعلى آبار النفط الرئيسية الموجودة فيها والتي تعد الأغزر في سوريا منذ العام 2013، فيما يتقاسم السيطرة مع قوات النظام على مدينة دير الزور، مركز المحافظة. ويستخدم الجهاديون مدينة البوكمال الحدودية كمعبر لربط مناطق سيطرتهم في سوريا بمناطق سيطرتهم في العراق. وتشهد سوريا نزاعاً بدأ بحركة احتجاج سلمية ضد النظام منتصف مارس 2011، قبل أن يتحول إلى حرب دامية متعددة الأطراف، تسببت بمقتل أكثر من 250 ألف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالإضافة إلى لجوء ونزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.