هذا المساء، دعيت لأفطر لدى صديق ابن عم صديق أخي! نادرا ما يحدث أن يدعوني »لمأدبة«. هذا السيد دعاني لأنه لا يعرفني... فقط طلب من صديق ابن عم صديق أخي أن يحضر معه »هذاك السيد اللي كان معك نهار السبت.. وقاع ما يهدرش! غي ساكت!«. طبعا، صديق ابن عم صديق أخي هذا، لم يرغب أن يذكرني لا بخير ولا بسوء! وجه لي الدعوة هذا المساء وقال لي إنه عليّ ألا أتكلم على الإطلاق!.. في الواقع أني لم أكن أعرف أن صديقي هذا، سوف يتصاهر مع الرجل! وأن الخطبة قد تمت قبل أسابيع فقط... ومازالت علاقته مع صهره فيها كثير من التحفظ والحشمة والوقار!... وأنا... لا أعرف كل هذه الأمور! أنا قال لي: نحن مدعوون عند صديق... وليس عند »نسيبي«! العيب فيه هو مش في أنا! أنا... الله غالب علي... ما نعرفش! دخلنا الصالة بعدما استقبلنا ابنه الأكبر... وما هي إلا دقائق، حتى دخل الرجل! كان سمينا وأبيض وأصلع 100 في المائة..! في الخمسين من العمر فقط... يعني أصغر مني سنا!... المشكل أنه ليست له أذنان!... تصوروا رجلا بلا أذنين! الظاهر أن العيب خلقي وليس نتيجة مرض أو نحوه! لأنه لم يكن يملك سوى تجويفين صغيرين مغلقين بجهاز سماع ربما! في الحين، نغزت صديقي بمعنى »شوف شوف... ما عندهش الوذنين!« فوخزني من تحت لتحت، أن »بلع فمك واسكت«! فتذكرت أنه علي ألا أتكلم! ورحت أنظر لأذني الرجل المفقودتين طيلة السهرة ولا أتكلم..! الرجل، لم يفهم سر هذا الصمت... فقال لي: وأنت ما تتكلمش. غير ساكت؟... فأردت أن »آخذ الكلمة«، ولكن صديقي تدخل: يحشم... خجول... هذيك هي عادته... ما يتكلمش بزاف! لكن الرجل أصرّ على أن يسمع رأيي في مسألة كان الحديث جاريا حولها وهي أكل البطاطا هل صحيح أنها أكلة الخنازير وأن من يكثر منها، يصير خشنا و»يشخر«؟... قلت له: أنت تاتاتا كل الزر..الزر الزرودية..؟ ضحك »لست أدري هل من كلامي من السؤال! أغلب الظن أنه من الاحتمال الأول!« قال لي: لا..! وعلاش؟... قلت له: باش تش تش تشوف ملي ملي مليح! قال لي: راني نشوف غاية وعلاه كاين مشكل؟ قلت له: وكي تك تك تك بر وتوللي ماتش ماتش match. ماتشوفش مليح.. واش تدير؟... قال لي ضاحكا: ها... ندير كما كل الناس النظارات الطبية! قلت له على الفور وأنا أريه أذني الاثنتين: أيوا!؟..أيوا...؟... وي وي وي وين تحص تحص تحص... تحصلهم؟... »مزيو كنا تعشينا!... منذ ذلك الوقت انقطعت صلتي بصديقي هذا..!«.