لا تزال، كلية الطب بوهران تعيش أجواء مشحونة، بسبب تواصل الاحتجاج الكبير من طرف الطلبة الفائزين في مسابقة الأطباء المقيمين، وهي الأجواء التي صاحبت الإعلان عن النتائج. وبحسب مصادر الشروق فسرعان ما بدت الشكوك تحوم حول ثلاث أو أربع أسماء لطلبة تم إدراجهم في قائمة الناجحين العشرة الأوائل يشتبه في أمر نجاحهم وتحصلوا على معدلات كبيرة على غرار ابن عميد كلية الطب وقريبته. الطلبة الناجحون في المسابقة يواصلون موجة الاحتجاج التي بدؤوها الخميس المنصرم داخل مقر الكلية ولليوم الرابع على التوالي بحي بلاطو بوهران، حيث نصب زهاء ال400 طالب ناجح خياما للمبيت داخلها في أجواء أقل ما يقال إنها مهينة لأطباء الجزائر مستقبلا من دون تدخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لوقف المهزلة التي وضعتهم فيها كلية الطب بوهران. المحتجون استغربوا التصريحات الشفهية وغير المقنعة الصادرة حسبهم من طرف مسؤولي الكلية التي مفادها "تعليق" أو "إلغاء" نتائج المسابقة، ولكن دون أي قرار رسمي من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خاصة بعد تحدث مصادر عن إيفاد لجان تحقيق في أسماء الطلبة المشكوك فيهم والتي لم تظهر نتائجها للساعة، هذا ولم يهضم الطلبة الناجحون القرار الذي ما جعلهم يصابون بصدمة كبيرة خاصة بعد الجهد المبذول من طرفهم طيلة سنوات والذي مكنّهم من النجاح في المسابقة، لتلي بعد كل هذه التطورات إصدار قرار موقع من طرف مدير جامعة وهران 01 فحواه إلغاء نتائج المسابقة وإقرار إجراء دورة ثانية من المسابقة في أقرب الآجال وهو القرار الذي أفاض الكأس و لم وزاد من تعقد الوضع وهو القرار الذي رفضه الطلبة جملة وتفصيلا، منددين بما وصفوه بالعقاب الجامعي المسلط عليهم مرددين شعار "لا للعقاب الجماعي... لا لإعادة المسابقة"؛ فما دامت الشكوك تحوم حول بعض الأسماء التي لا يتعدى عددهم الأربعة ونتائج التحقيق لم يكشف عنها لهم، فلماذا العقاب الجماعي يتساءل هؤلاء؟. من جانبها، أكدت مصادر موثوقة للشروق على وجود صراع كبير وتضارب لمصالح وتصفية حسابات بين عدد من رؤساء المصالح الإستشفائية على حساب مصير هؤلاء الطلبة الناجحين، الذين طالبوا بالإبقاء على نتائج المسابقة، خاصة وأنهم كانون ينتظرون موعد التاسع من الشهر الجاري لاختيار التخصصات المرغوب فيها لمزاولة دراساتهم العليا، وعدم جعلهم لعبة في يد أصحاب المصالح والمآرب الضيقة ممن يريدون ضرب مستقبلهم مطالبين بمحاسبة كل من يثبت تورطه من قريب أو من بعيد في هذه الفضيحة.