اعتصم، ليلة الخميس إلى الجمعة، عدد من الناجحين في مسابقة الأطباء المقيمين داخل ساحة كلية الطب بوهران، بعدما تناهى إلى مسامعهم نية إدارة الكلية، في إعادة الامتحان، الذي "تسرّبتّ" أسئلته، لصالح اثنين من المرشحين، اللّذين تمكنا من حصد المراتب الأولى بطريقة "مشبوهة". رفض الناجحون في مسابقة التكوين الإقامي للأطباء التي نظمتها كلية الطب بجامعة وهران، قبل أيام، إعادة الامتحان مجدّدا، حيث أمضوا ليلتهم داخل ساحة الكلية المحاذية للمركز الاستشفائي الجامعي، احتجاجا منهم على هذا الإجراء الذي تريد اعتماده الإدارة، بعدما تبين نجاح اثنين من المرشحين بطريقة حامت الشكوك حولها. وأوضحت إحدى الناجحات في تصريح ل"الشروق"، أن المسابقة التي نظمتها كلية الطب، قبل أيام، تقدم إليها حوالي 1000 مرشح من مختلف ولايات الوطن، تنافسوا على الظفر ب490 منصب يمكنهم من مواصلة الدراسة في التخصصات المتاحة لمدة 4 سنوات أو خمسة، تتوّج بحصولهم على ديبلوم الطبيب المتخصص، لكن بعد الإفراج عن نتائج المسابقة تقول المتحدّثة، صدم المرشحون بابن عميد الكلية يحتل المرتبة الأولى في قائمة الناجحين، بالإضافة إلى قريبة للعميد حصلت على المرتبة الخامسةّ، ما يؤهلهما لاختيار التخصص الذي يرغبان في دراسته في ما بعد. وفي السياق اتّهم المحتجون عميد الكلية بتسريب أسئلة الامتحان لابنه وقريبته ما مكنهما من تبوء المراتب الأولى؛ وهي الاتهامات التي رافقتها احتجاجات جعلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي توفد لجنة تحقيق إلى الكلية المعنية، لم تصدر إلى حدّ السّاعة نتائج تحقيقها. الناجحون في المسابقة انفجرت براكين الغضب لديهم، بسبب رغبة إدارة الكلية في إعادة الامتحان مجدّدا، ما دفعهم إلى الاعتصام ليلا داخل ساحتها، وما حزّ في أنفسهم أن أمضوا ليلتهم في العراء يلتحفون السماء ويفترشون الأرض، دون أن يكلف مسؤولو الكلية أنفسهم عناء إدخالهم إلى المدرجات أو حجرات التدريس لينعموا بقليل من التدفئة. وأمام هذا الوضع يرفض الناجحون "العقاب الجماعي"، ويصرّون على معاقبة فقط الغشاشين ممّن سربت لهم الأسئلة وتصدروا القائمة بطرق غير شريفة. وحاولت "الشروق" الاتصال بإدارة الكلية للحصول على توضيحات، إلا أنّه تعذّر عليها ذلك بسبب عطلة نهاية الأسبوع.