أوفد وزير التعليم العالي والبحث العلمي لجنتي تحقيق إلى وهران، مشكلة من مجموعة من المفتشين يعكفون على التدقيق في نتائج المسابقة التي فتحتها كلية الطب مؤخرا، والتي أثارت نتائجها حالة غضب عارمة في أوساط المترشحين، بعد أن تصدر قائمة الناجحين ابن بروفيسور معروف يتولى منصب مسؤولية في الكلية، فضلا عن قريبته، وبعض الناجحين المشكوك في نتائجهم. وحسب مصادر مطلعة، فإن الوزارة الوصية بعثت لجنة تحقيق يوم الأربعاء الماضي، لتتعزز بلجنة ثانية بداية الأسبوع الجاري بناء على الاحتجاجات الكبيرة التي استظهرها الطلبة المترشحون حول لقب الطبيب المقيم، حيث عمد المحققون إلى استدعاء أعضاء لجنة الامتحانات والاستماع إلى أقوالهم، مع فحص أوراق الامتحانات ومتابعة مسار الطلبة موضوع الاحتجاج، من خلال مراقبة نتائج الامتحانات التي كانوا يحصلون عليها طيلة مشوارهم الدراسي. وقد تفجّرت هذه القضية “الفضيحة” فور إعلان نتائج المسابقة قبل أيام، حيث تصدر قائمة الناجحين ابن بروفيسور يشغل منصب مسؤولية في الكلية، رغم أنه لم يتم قبول ترشحه أصلا للدراسة في تخصص الطب لعدم حيازته آنذاك على معدل يؤهله لذلك، الأمر الذي اضطر عائلته إلى تسفيره نحو السينغال، حيث تابع دراسته في مجال الطب، ليتم تحويله بعد سنوات إلى كلية الطب بوهران من جديد. وبقدرة قادر، جاء اسم الطالب المعني في صدارة قائمة الناجحين بمعدل تجاوز 18 من عشرين، لتليه في المراتب الأولى قريبة له، فضلا عن بعض الفائزين الآخرين الذين ثارت حول نتائجهم بعض الشكوك، علما أن الفائزين الأوائل يُمنح لهم امتياز اختيار التخصصات المتاحة، باعتبار أن إجمالي عدد المناصب التي توفرها هذه المسابقة في حدود 560 منصب، في حين أن مجموع الطلبة الذين شاركوا في المسابقة قارب ال1300 مترشح. وأوردت المصادر ذاتها بأن لجان التحقيق عابت الطريقة التي تمت بها المسابقة، لاسيما فيما يتعلق بالتحضير المسبق للأسئلة في شكل بنك يتضمن الأسئلة والأجوبة، الأمر الذي لم يكن يتم بنفس الطريقة في السابق، باعتبار أن الأسئلة كانت تحضر قبيل إجراء الامتحانات لقطع الطريق أمام أي احتمالات تسريب للأسئلة.