منذ بداية الألفية الثالثة، شهدت القارة الأوروبية عدة هجمات إرهابية خلفت المئات من القتلى والجرحى، وكانت السمة الأبرز بينها هو الجهة نفسها التي تقف وراءها (تنظيم القاعدة). لكن منذ جوان 2014 وإعلان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عن "دولة الخلافة" في مناطق واسعة من العراق وسوريا، أطلق تهديدات للدول الغربية ونفذ بالفعل عدة هجمات في دول عربية. "الشروق أونلاين" يعرض في هذه المادة كرونولوجيا لأبرز الهجمات الإرهابية في أوروبا، والتي شهدت فرنسا هذا العام اثنين منها، وكانت أعنفها هجمات باريس، مساء الجمعة.
هجمات باريس شهدت العاصمة الفرنسية باريس، ليل الجمعة، سلسلة هجمات دامية، استهدفت مطاعم وقاعة للموسيقى واستاداً رياضياً، خلفت 128 قتيلاً على الأقل وحولي 200 جريح، 99 منهم في خالة خطرة. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، اليوم (السبت)، إن هجمات باريس "عمل من أعمال الحرب" نظمته الدولة الإسلامية (داعش) من الخارج بمساعدة من الداخل. وتابع أنه سيتحدث إلى البرلمان، يوم الاثنين، في اجتماع طارئ وأعلن الحداد الرسمي لثلاثة أيام. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، السبت، بعد وقت قصير من كلمة هولاند، سلسلة الهجمات التي استهدفت باريس، مساء أمس (الجمعة). وقال مسؤول في مجلس مدينة باريس، إن أربعة مسلحين قتلوا بطريقة ممنهجة 87 شاباً على الأقل كانوا يحضرون حفلاً لموسيقى الروك في قاعة باتاكلان. وشن رجال كوماندوس من قوات مكافحة الإرهاب هجوما في نهاية الأمر على المبنى. وفجر المسلحون أحزمة ناسفة وتم إنقاذ عشرات الناجين، بينما استمر نقل الجثث حتى صباح يوم السبت. وأضاف المسؤول، إن نحو 40 شخصاً آخرين قتلوا في خمس هجمات أخرى بمنطقة باريس ومن بينها تفجير انتحاري مزدوج على ما يبدو خارج استاد فرنسا حيث كان هولاند ووزير الخارجية الألماني يحضران مباراة كرة قدم دولية ودية. وأصيب نحو 200 شخص. وقتل 18 شخصاً عندما فتح مسلح النار على الجالسين لتناول العشاء في شرفة بمنطقة شارون القريبة بالمنطقة الحادية عشر. وقال مسؤولون، إن ثمانية مهاجمين قتلوا بينهم سبعة فجروا أحزمتهم الناسفة في مواقع مختلفة، فيما قتلت الشرطة الثامن بالرصاص. ولم يتضح هل تحدد مصير كل المهاجمين. ووقعت الهجمات في باريس، في غضون أيام من هجومين أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنهما ووقعا في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت. كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن تحطم طائرة روسية في مصر الشهر الماضي. وفرنسا في حالة تأهب قصوى منذ الهجمات على صحيفة شارلي إيبدو ومتجر للأطعمة اليهودية في باريس في جانفي، مما أسفر عن مقتل 18 شخصاً.
الهجوم على صحيفة تشارلي إيبدو اقتحم مسلحين اثنين مدججين بأسلحة كلاشينكوف مقر صحيفة تشارلي إيبدو في العاصمة الفرنسية باريس، في 7 جانفي 2015، وأدى هذا الهجوم إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين. وبعد هذا الهجوم بيوم واحد فقط، قُتلت شرطية فرنسية في حادث إطلاق نار في مونروج. وفي اليوم التالي، قتل أربعة أشخاص بعد عملية احتجاز رهائن في متجر للأطعمة اليهودية في باريس. وخلف الهجوم واليومين اللذان تلاه 18 قتيلاً في باريس وضواحيها، وذلك في عدة هجمات مختلفة، بالإضافة إلى مقتل مرتكبي الهجمات الثلاث، سعيد كواشي وشريف كواشي وأميدي كوليبالي. بعد ذلك، في 14 جانفي ظهر تسجيل مصور تبنى فيه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب العملية وقال فيه المتحدث باسم التنظيم، أن العملية تمت بأمر زعيم التنظيم أيمن الظواهري.
حادثة محمد مراح 2012 في 11 مارس 2012 قام محمد مراح على دراجة نارية صغيرة بقتل مظلي شخص في تولوز جنوب غرب فرنسا بعد استدراجه إلى كمين، وفي 15 من الشهر ذاته أطلق النار على ثلاثة مظليين آخرين بالبدلة العسكرية في مونتوبان على مسافة 50 كلم من تولوز فقتل اثنين منهم، فيما أصيب الثالث بجروح وهو اليوم مشلول. وبعد أربعة أيام وفي موعد بدء اليوم الدراسي في الصباح قام محمد مراح بقتل أستاذ وثلاثة أطفال يهود في مدرسة عوزار هاتورا في حي هادئ من تولوز مستخدماً سلاحاً أوتوماتيكياً. وفي نهاية المطاف تم التعرف إلى هوية محمد مراح ورصده في منزله. وفي 22 مارس قتل في ظروف غامضة بعد حصار طويل استمر 32 ساعة اختتمته القوات الخاصة من الشرطة بهجوم بالغ العنف.
تفجيرات لندن 2005 وقعت في العاصمة البريطانية لندن، في السابع من شهر جويلية عام 2005، سلسلة عمليات انتحارية متزامنة، استهدفت المواطنين أثناء ساعة الذروة. وقام أربعة متشددين بالتسبب في أربعة تفجيرات انتحارية، ثلاثة منهم حدثت في قطارات لندن تحت الأرض، والانفجار الرابع حدث في حافلة نقل عام تتكون من طابقين. وأسفرت هذه الهجمات الإرهابية عن مصرع 50 شخصاً وإصابة ما يقرب من 700 آخرين. واتهم تنظيم القاعدة بالوقوف وراء هذه الهجمات.
تفجيرات مدريد 2004 في 11 مارس 2004، استهدفت سلسلة من التفجيرات الإرهابية المتناسقة، محطة قطارات أتوشا رينفي في العاصمة الإسبانية مدريد قبل ثلاثة أيام من الانتخابات العامة الإسبانية، مسببة في مقتل 191 شخصاً وجرح 1.755 آخرين. وأثبتت التحقيقات القضائية الإسبانية، أن المنفذين لهذه التفجيرات كانوا من خلية استوحت فكرها من تنظيم القاعدة، رغم أن التحقيقات أثبتت أن لا ضلوع للقاعدة بشكل مباشر في الهجمات وكان الأمر (مجرد استيحاء) من تلك الجماعة. وتم اعتقال من يحملون الجنسية الإسبانية والذين اتهموا بتزويد المنفذين بمواد التفجير وقد أدانت معظم دول العالم هذه التفجيرات التي استهدفت مدنيين. انفوغرافيك: