قال رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة إن وزارة التربية عملت على تهميش المنظمة وإقصائها بطريقة غير مباشرة في النقاش الدائر مؤخرا حول مقاييس إنتاج الكتاب المدرسي، وهذا بتغييب صوت المنظمة التي تمثل أولياء التلاميذ المعنيين بشكل مباشر بمستقبل أبنائهم، حيث اكتنفت أشغال اللجنة البيداغوجية المكلفة بتحضير البرامج قبل تقديمها للناشرين السرية، وهذا خوفا من تسرب الكلام خارج اللجنة، كما حدث مع قضية تدريس العامية. المتحدث وصف ما يجري حاليا بخصوص الكتاب المدرسي أخطر من أزمة العامية لأن الأمر يتعلق بمستقبل الأطفال وما يقدم لهم، متسائلا عن جدوى تنصيب 150 مفتش منذ عامين، كانت مهمتهم الاشتغال على الكتاب المدرسي، المتحدث قال إن من حق المنظمة أن تكون طرف أساسي في مراحل وكذا في النقاش الدائر حول كيفية إعداد الكتاب الموجه للطفل، ولخص أهمية تواجد منظمته في أربع جوانب، قال إنها أساسية بداية بما أسمته الوزارة بعبارة الثوابت الوطنية التي وجهتها الوزارة للناشرين لما طالبتهم بعدم الخروج عنها عند التحضير لعملية الإعداد، ولكن هذه العبارة اعتبرها المتحدث فضفاضة لا تكفي لضمان عدم الخروج عن القيم الدينية للمجتمع، وكذا عن ما أسماها بالثقافة في إطار التراث الجزائري وتقاليدها. الجانب الثاني الذي نبه إليه المتحدث يتعلق بتكلفة الكتاب، التي قال إنه ينتج من قبل ديوان المطبوعات المدرسية ب130 دج، ويسوّق للأولياء ب250 دج في عز التقشف أي بهامش ربحي وصل إلى 50 في المائة مما يعني أعباء إضافية على كاهل الأسرة الجزائرية. علي بن زينة لم يغفل في حديثه للشروق التطرق إلى الجانب الجمالي والنوعية الخاصة بالكتاب الذي يسوق للأطفال لأن حسبه الكتاب في شكله الحالي لا يخضع للمقاييس التربوية والبيداغوجية ولا حتى الجمالية، حيث يحتوي الكتاب المدرسي في شكله الحالي على مواد سامة للأطفال تسبب الحساسية وأمراض أخرى، وهذا راجع لكون الطرق المتبعة في الطباعة لا تعمل على تنقية الآلات من شوائب بقايا المواد الحبرية من الآلة التي تطبع في الأصل الصحف. في نفس الإطار، قال مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية المستهلك إن الجمعية تطالب وزارة التربية بإعادة النظر في نوعية الكتب المدرسية لأنها في شكلها الحالي تتسبب في إرهاق كاهل الأولياء بمصاريف جديدة، فلا يكاد ينتهي العام حتى يكون الأولياء مضطرين لإعادة شراء الكتب، نظر لأنها لا تصمد في أيدي الأطفال، حيث صارت أوراقها تتطاير مثل تطاير أوراق الخريف وحبرها يلتصق بالأيدي وصورها تتحلل عند أدنى احتكاك بعوامل خارجية"الرطوبة مثلا"، كما ندد المتحدث من جهة أخرى بالاحتكار الذي يسعى ديوان المطبوعات المدرسية لفرضه على القطاع، كون المناقصة ترسى في كل مرة على نفس الأشخاص، داعيا الوزارة إلى فتح أبواب المنافسة الشريفة أمام كل الأطراف التي من شأنها أن تساهم في تقديم منتوج ذو جودة عالية شكلا ومضمونا في خدمة التلميذ والأسرة والمدرسة الجزائرية. وقد علمت الشروق اليومي أن وزارة التربية تتجه إلى إمكانية إلغاء المناقصة الأخيرة وإعادة فتح ملف طباعة الكتاب المدرسي من طرف الخواص في حال استمرار النقاش حول المسألة، خاصة وأن المناقصة الأخيرة التي فتحت بشأن 11 كتابا مدرسيا بقي فيها عنوانين وهما كتاب الأمازيغية والتاريخ والجغرافيا، مما يعني أن ديوان المطبوعات المدرسية سيضطر للتكفل بها.