لقد زرنا الكويت مرتين على الأقل في إطار العمل الخيري والإنساني سواء مع الهلال الأحمر الكويتي أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بحكم أن البعثة الإقليمية في دول الخليج متواجدة في المنطقة، أو من خلال بعض جمعيات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الإنسان... وأنت تزور الكويت لأول مرة... ترجع الذاكرة بك للعديد من الإسهامات الكويتية سواء في مجال العمل الخيري العون المباشر جمعية التراث جمعية الإصلاح... أو من خلال بعض الصحف والمجلات التي كانت تصلنا من الكويت... فالكويت إمارة وراثية يحكمها أمير من ذرية الشيخ مبارك الصباح. ومن المفارقات الكويتية، أن البرلمان الكويتي من أنشط البرلمانات في المنطقة العربية، ولكن في المقابل لا توجد أحزاب سياسية بالكويت بسبب عدم وجود قانون ينظم شؤونها ولكن توجد كتل برلمانية من أهمها كتلة العمل الشعبي والكتلة الإسلامية (حدس) والتحالف الوطني الإسلامي وتجمع العدالة والسلام وتجمع الميثاق الوطني وحركة التوافق الوطني الإسلامي وائتلاف المجتمعات الوطنية، وأتمني أني لم أنسَ أي كتلة للأمانة العلمية... وأثناء تواجدي في الكويت عادة ما أزور أبراج الكويت، وهي تعتبر من رموز الكويت الحديثة وتقع على سواحلها ومكونة من ثلاثة أبراج، وقد يشكل مرش العطر التراثي الكويتي ويبلغ طولها 185 متر ويتكون من كرتين، السفلى كمطعم والعليا قاعة وجبات خفيفة تتضمن مراقيب لمشاهدة مدينة الكويت، يبلغ طول البرج الثاني 145.8 متر وتستخدم كمخزن للماء، والثالث مكمل لهما. وبعد الغزو العراقي للكويت والتحرير تم كذلك إنشاء برج آخر في منطقة مقابلة ويسمي برج التحرير ويتوسط مدينة الكويت فقد توقف بناءه أثناء الغزو في التسعينيات وبعد التحرير أكمل بناءه وانتهي منه في سنة 1996. وتستخدم معظم الأبراج من قبل وزارة الاتصال وبعض شركات الاتصال... وأثناء الزيارة مشياً أو بالسيارة فقد تنبهر بكثرة »المولات« أو »المتاجر« الضخمة الممزوجة بالمظاهر العمرانية العصرية والشاهقة، فهذه المجمعات التسويقية الضخمة محل تجمع ومزار للعديد من المواطنين والمقيمين. وأثناء تواجدي بالكويت طلبت من أحد الاخوه زيارة الديوانية، فهو محل تجمع أسبوعي للكويتيين ويتم مناقشة العديد من القضايا السياسية منها والاجتماعية... ولكل عائلة لها ديوانيتها الخاصة، فهي حالياً تلعب دوراً لا يستهان به في التماسك الاجتماعي، كما أن الكويت يزخر بالعديد من المتاحف والمعارض الفنية وكانت لنا زيارة للمتحف العلمي الذي يحتوي على الثروة المائية والنباتية والحيوانية للكويت... ومن لم يزوره حسب اعتقادي فقد فاته الكثير عن الكويت وطبيعتها، كما أن هذا الاهتمام منصب على الأنشطة الثقافية والفنية في البلاد، مثل متحف الكويت الوطني الذي يحكي مختلف الحقب التاريخية وبالأخص حضارة الديمونية التي عرفتها الكويت...، والكويت تاريخياً ميناء من أشهر المناءات ويعود له الفضل في تأسيس مدينة الكويت وهو قليل العمق ولكن مياهه تساعد على الملاحة وركوب البحر وتشمل الكويت على 9 جزر، وست محافظات... وأثناء تواجدي في الكويت من بين الأسئلة التي أزعجت مضيفي سؤال حول المنطقة المحايدة، والتي تدار بالاشتراك مع دول أخرى ويوزع ريعها مناصفة بين الدول، ما هو انتماء أفرادهم لأي دولة... ولن أنهي حلقتي دون أعرّج على العمل الخيري والإنساني المتأصل في الإمارة، ولذلك توجد العديد من الجمعيات الكويتية التي لها إسهامات ومشاريع معتبرة في لفريقيا تحديداً وبعض القارات الاخرى، فالطابع التجاري والعقلية الاستثمارية للكويتيين ساهمت كذلك في توظيفها في العمل الخيري وسبله العديدة، كما أنه للأسف الشديد بعض مظاهر الغزو على الكويت لازالت شاهدة على هذه الانتهاكات العديدة في حق البيئة والإنسان والعمران.