في الفاتح من شهر ديسمبر القادم، يمر شهر كامل على اختفاء العائلة الجزائرية التي تم احتجازها أو "اختطافها" في ظروف غامضة في قلب مدينة طرابلس الليبية، وهي مكونة من سيدة من قسنطينة متزوجة من فلسطيني، اختفى هو أيضا عندما توجه للبحث عنها رفقة شقيقها ووالدتها المريضة والمسنّة. عائلة المختفين القاطنة بقسنطينة قرّرت حسب أحد أفرادها في حديثه للشروق اليومي، تنظيم مسيرة سلمية ثانية اليوم السبت أمام مقر سكناهم بالكيلومتر الرابع بقسنطينة، من أجل تحسيس المسؤولين الجزائريين بخطورة الوضع، الذي صار لا يطاق، لأن كل الوعود التي تلقوها خاصة من القنصل الجزائري في ليبيا المقيم حاليا في مدينة قفصةالتونسية اتضحت بأنها مجرد كلام مسؤول لا يمتلك صورة واضحة عن الوضع على حد تعبير أهل الضحايا بدليل أنه صار هو من يتصل بهم ليطلب منهم معلومات، وليس العكس حسب ابن السيدة جميلة المختفية في ليبيا . ولحسن حظ العائلة فإن لها سيدة جزائرية مقيمة في ليبيا منذ عقود، تمكنت مؤخرا من زيارة العائلة التي توجد فعلا في ثكنة تابعة للسلطة الليبية، وقدمت لهم معلومات عن صحتهم وخاصة صحة العجوز جميلة خطلة التي وصفت بالمتدهورة، إذ تعاني من مرضين مزمنين في ارتفاع الضغط والقلب، إضافة إلى إصابة أقعدتها على مستوى القفص الصدري. آخر الأخبار تشير إلى أن العائلة تم احتجازها في الأول من طرف ميليشيات لا علاقة لها بالسلطة الليبية بسبب تواجد فردين جزائريين، زارا ليبيا لأول مرة، ثم تم تحويلهم إلى محققين ليبيين قالوا بأنهم أنهوا التحقيق معهم منذ أسبوع بتهم مبهمة لا أحد تمكن من فك شفراتها، وقد استعدت العائلة فعلا منذ أن تلقت تطمينات بإطلاق سراحهم لاستقبالهم وتحضير عملية تنقلهم الجوي من طرابلس إلى أي عاصمة عالمية، قبل العودة إلى الجزائر لأن الحدود الليبية التونسية مغلقة بعد حادثة تونس الإرهابية. ولكن الأيام مرّت من دون أدنى جديد، في قضية بدأت في الفاتح من نوفمبر الماضي عندما أنهت السيدة حواء عطلتها في قسنطينة وقررت العودة إلى طرابلس وهي متزوجة منذ سنتين من فلسطيني، فرافقها شقيقها عبد الجليل ووالدتها المسنة جميلة البالغة من العمر 65 سنة، وبعد ماراطون بري عبر تونس إلى غاية طرابلس فوجئوا في اليوم الموالي برجال وضعوا أقنعة على وجوههم يحتجزونهم، من دون سبب واضح، ومن دون معرفة الجهة التي احتجزتهم.