السؤال الأول: - أنا امرأة أصوم كما يصوم كل الناس وأحافظ على صيامي حفاظا كاملا، وأنا امرأة متعودة على وضع المساحيق واستعمالها بانتظام، فإذا أقبل رمضان امتنعت عن وضعها، إلا أنني استعملها في رمضان في أيام عادتي الشهرية فقط، وذلك بناء على أنني غير صائمة، وهناك من قال بأن ذلك الفعل لا يجوز محافظة على حرمة رمضان، إلا أنني لم أقتنع بهذا الكلام؛ لأنني لا أرى فيه ما يدعو إلى ذلك، فأفيدوني بالجواب الصحيح، وبارك الله فيكم. = لا أظن - أختي الكريمة - أنك تختلفين معي إن قلت إن الله بصريح القرآن أمر المرأة أن لا تخرج من بيتها إلا متحجبة ساترة لكل جسدها، وأرى أن أختي الكريمة تدرك - بفطرتها وغريزتها الأنثوية - الحكمة من ذلك، وهي أن تصرف بلباسها الساتر المحتشم نظر الرجل إليها، وعليه ألا تشعري وأنت تضعين هذه المساحيق بأنك تتسببين في استجلاب نظرات رجال يستهويهم منظرك وتغريهم رؤيتك، والرجال في ذلك أصناف فمنهم القادر على غض بصره، ومنهم المصارع، ومنهم الذي اتبع نفسه هواها، افترضى أختي الكريمة أن تكون سببا لنظرات محرمة، أو سببا لفساد صوم من صام أو نقصان في الأجر أو زيادة في السيئات، فلتجلس أختي الكريمة بينها وبين نفسها ولتستشعر معية الله وخوفه، وستهتدي حتما إلى أن الجمال الحق إنما هو جمال الروح، والجسد إنما هو شكل فان متغير، وقبل هذا وذاك لا توجد لذة أعظم من إرضاء الله سبحانه، فاعملي عليها ودعي مايغضب ربك.. السؤال الثاني - شاب يقول: كيف تنظر إلى شخص يعطي لنفسه لذته مع فتاة عن طريق محادثتها بالهاتف، وهو في علاقة معها، علما أنه لم يلمسها قط، فهل صاحب هذا الفعل زان؟ سواء أكان علاقة عامة أو علاقة خطبة أو هي في طريق ذلك؟ = إن مايقوم به هذا الشاب فعل محرم وليس ثمة فقيه واحد يجيزه، وذلك لأن الشريعة الإسلامية ترى أن مثل هذه اللذة - لذة الحديث أو لذة اللمس أو لذة المعاشرة - لايصح أن تكون إلا بين الزوجين، والعلاقة الوحيدة التي تسمى حلالا في نظر الشريعة الإسلايمة إنما هي علاقة الزوجية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العينان تزنيان، اللسان يزني، واليدان تزنيان، والرجلان تزنيان.." (أخرجه أحمد، وابن حبان في صحيحه). ولا فرق في نظر الشريعة الإسلامية بين أن تكون هذه مع امرأة من عوام الناس أو مع امرأة يريد خطبتها أو مع امرأة طلبها دون أن يربطه بها عقد شرعي، ولا يعني هذا الكلام حرمة الحديث إلى المرأة التي خطبها دون أن يربطه بها عقد شرعي، ولا يعني هذا الكلام حرمة الحديث إلى المرأة مطلقا، وإنما ينبغي أن يكون الكلام كلاما عاما يمكن أن يطلع عليه الناس، ويتحدث مع الخطيبة بقدر ما يحتاج إلى ذلك ويدع الباقي بعد الزواج. هذا وقد يقول عامة الشبان من الذكور والإناث بأن الشريعة الإسلامية متشددة كثيرا في موضع هو فطري أولا، وهو في حاجة إلى مرونة ثانيا، وللجواب عن هذا أقول إن الأمر حينما ترك للغريزة تسير الشباب فلا أدل على فساد ذلك من الواقع الذي نعيشه ومانراه من انحلال كبير إنما مبدؤه حديث بسيط، وكلمات قليلة، ثم إن المتشدد في هذا إنما هو الواقع الذي جعل للزواج سنا متأخرة وشروطا قاسية تفرض على الشاب أن يصارع شهواته وغرائزه العنيفة وتمنعه من الزواج وتحرمه لذة الحلال، وديننا دين الفضيلة والعفاف، وحتى يحقق ذلك أمر بغلق كل الأبواب التي تفضي في الأخير إلى الزنى: (ولاتقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا) الإسراء، 32. فأيهما المتشدد الظالم: الشريعة الإسلامية التي حرمت الفواحش وأباحت باب الحلال وشجعت عليه متى أحسّ الإنسان بالرغبة إليه، أم الواقع الذي أباح الفاحشة على مصراعيها وأجل سن الحلال إلى قرب اليأس وفرض على ذلك من الشروط مايعجز شاب اليوم أن يصل إليها؟! السؤال الثالث: - هل يسمح لي في نهار رمضان إذا أحسست بالجفاف في فمي أن أغسل وجهي وأمضمض فمي ثم أرميه من غير أن ابتلع شيئا منه؟ = نعم يجوز ذلك ولا حرج فيه، إذ الشريعة الإسلامية لم تمنع المتوضئ من أن يمضمض فيه وهو صائم، فإذا جاز ذلك في الوضوء جاز في كل الأحوال.