مرة اخرى نضطر للكتابة في هذا الموضوع وقد لاتكون الأخيرة، فالأمر قد اتسعت رقعته ولاحول ولا قوة الا بالله.. فلقد ادلى الشيخ راشد الغنوشي من لندن بدلوه في الردود على الاشتباك الذي حصل بين الشيخ العلامة يوسف القرضاوي وبين بعض علماء الشيعة.. * ولم يتوقف الشيخ راشد على نقد المذهب الشيعي او سياسات الدعاة المبشرين له، بل صب جام غضبه على ايران وعلى (دورها السيء) في موضوع العراق.. ومن جهته وجه الشيخ سليمان العودة من بلاد الحجاز اعلن تأييده للشيخ يوسف، ولم يتردد في توجيه انتقاداته..و في لبنان الجماعة الاسلامية وفي كل مكان اطلت المنابر الخطابية توضح ما على الشيعة من مآخذ في العقيدة والسلوك.. انها لطامة كبيرة والكل يندب فيها.. ومن جهتهم لن يكظم العلماء وانصافهم واتباعهم ومقلديهم من الشيعة غيظهم، بل سنجدهم جاهزين بأسرع ما يكون للرد على علماء السنة واتهامهم بأنهم مع امريكا والأنظمة وانهم انصار الأمويين!! وهكذا تكون شروط الفتنة قد حصلت وكأننا نكتشف انفسنا اليوم بأننا سنة وشيعة، وكأن الأمة ينقصها فقط الانتباه الى هذه المشكلة لتحسم فيها.. انه المربع النكد الذي دفعنا اليه.. وهو سيترجم الى رصاص وقتل ودم.. كما حصل في افغانستان ويحصل في باكستان وحصل في شمال لبنان ويحصل بشكل او بآخر في العراق.. ان هذه الزفة ستعلن الحرب رسميا بين الفرقتين الكبيرتين.. فلئن كانت الاشتباكات في السابق تجد من يندد بها ويرفضها فستنجر المنطقة كلها الى حرب طائفية لعينة.. الاستاذ المفكر الاسلامي فهمي هويدي ناشد الشيخ القرضاوي بالذات ان يلجم هذه النعرات وان يحتسب الى الله ما اصابه من جهلة الشيعة وان يناشد العلماء والمفكرين السنة ان لا ينساقوا في هذه الفتنة اللعينة.. امريكا تحتل العراق واسرائيل تهود المسجد الأقصى وامريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا تحتل افغانستان وتقتل وتنهب وتدمر.. أليس هذا كاف لتنصرف اليه اهتماماتنا وهمومنا؟ أليس من الدين والعقل والحكمة ان نعرض عن خوض الخائضين؟؟ هل من جديد يستدعي هذا العبث بمستقبل أمتنا ومصيرها. وانني إذ اعرب عن بالغ الاستياء من ردود المتعيلمين من الشيعة على العلامة الفاضل الشيخ يوسف القرضاوي، الا انني لا أجد مبررا لاندفاع الشيخ راشد الغنوشي، وهو المفكر المنفتح والداعم للثورة ضد امريكا وانسياقه الى لغة قومية مذهبية... اننا لا نفهم كيف يتم الانفصام في شخصية المفكر والمثقف عندما يصبح امام السياسة والواقع. ان علماء أهل السنة كما كانوا دوما حضنا لكل الأمة بكل مذاهبها وأعراقها، عليهم ان يواصلوا مسيرة نهضتهم ولا ينجروا الى معارك جانبية قد تكون هي الفتنة التي لاتصيبن الذين ظلموا خاصة.