أحيت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، الاثنين، الذكرى الثامنة والعشرين لانطلاقتها بمسيرة حاشدة في وسط مدينة غزة، مؤكدة مرة جديدة، أن القدس "جوهر الصراع" مع الاحتلال الإسرائيلي. وتظاهر الآلاف من عناصر الحركة في شارع عمر المختار وسط غزة بحضور عدد من القيادات. وقالت حماس في بيان، إن "انتفاضة القدس بما تحمله من بطولة وطهارة هي فرصة لوحدة الصف والالتفاف حول أهدافها ودعم استمرارها، والكف عن التنسيق الأمني مع الاحتلال، ومغادرة أوهام السلام مع عدو لا يحترم عهداً ولا ذمة، ولا يعترف بحقنا في أرضنا ومقدساتنا". وأضاف البيان: "إن القدس جوهر صراعنا مع المحتل، تستمد قداستها من مكانتها الدينية في عقيدتنا، ثم من قداسة دم الشهداء من الرجال والنساء والأطفال الذي سال من أجلها، ولن نساوم على شبر منها، ولا على ذرة تراب من مقدساتها". وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في تصريح صحفي نشر على الموقع الإلكتروني للحركة، إن حركة المقاومة الإسلامية شكلت نموذجاً جمع بين "المقاومة والسياسة". وقال مشعل، إن حماس "قدمت نموذجاً يحتذى به وأصبحت ملهمة لشعوب الأمة في التضحية والنضال والثبات وكيف جمعت بين المقاومة والسياسة وبين المرونة والثبات"، لافتاً إلى أن "ما أضافته حماس مع باقي الفصائل يقربنا أكثر إلى القدس والتحرير". من جانب آخر، حيت حماس في بيانها، "أهلنا في الضفة الغربية الذين كسروا حواجز الخوف والإرهاب الذي يمارسه الاحتلال ضدهم، وسطروا بعملياتهم الفدائية البطولية صفحات مشرقة في سجل المقاومة الفلسطينية والإنسانية". ومنذ الأول من أكتوبر، تزايدت الهجمات بالسلاح الأبيض على الإسرائيليين في الضفة الغربيةالمحتلةوالقدس، كما ازدادت حدة المواجهات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ما أدى إلى استشهاد 116 فلسطينياً على الأقل ومقتل 17 إسرائيلياً وأمريكي وإريتري، حسب تعداد أعدته وكالة فرانس برس. وفي الإطار نفسه وجه إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس تحية إلى أهالي الضفة الغربيةالمحتلة. وقال في مقابلة مع موقع الحركة الإلكتروني: "من يعتقد أن الضفة الغربية هامدة وأن الشعب الفلسطيني وقع تحت مفاهيم التدجين، واهم"، مبدياً تفاؤله "بالجيل الفلسطيني القادم الذي يصنع الأحداث اليوم في الضفة الغربية". وتأسست حماس عند انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الأولى في 14 ديسمبر 1987، على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين. وانتشر نفوذ الحركة بشكل كبير، بعد انخراطها القوي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة. وقررت حركة حماس حمل السلاح، منذ بداية تأسيسها، وأسست جهازاً عسكرياً أسمته "المجاهدون الفلسطينيون" عام 1987، ثم أسست جناحها المسلح الحالي (كتائب عز الدين القسام) عام 1992.