عادت الطفلة بوانم باية الملقبة ب"شهيناز" البالغة من العمر 15 سنة، إلى والديها بحي الرمل بعين طاية بالعاصمة، بعد 16 يوما من الاختفاء من أمام متوسطة "شبل شيبيا" بذات البلدية، لتبقى قصة اختفاء الطفلة غامضة في انتظار ما ستكشف عنه شهيناز وكذا ما ستكشف عنه التحريات والتحقيقات. حسب المعلومات التي تحوزها الشروق فإنه في حدود الساعة الثانية والنصف من زوال أمس، تلقت عائلة الطفلة، مكالمة مجهولة المصدر من إحدى السيدات قالت لهم أن الطفلة المختفية معها. وأنها ستوصلها سالمة إلي والدها الذي لم يصدقها وطلب منها الكلام مع ابنته، وذلك ما حصل، حيث قالت البنت لوالدها "اشتقت لك يا أبي.. تعال أنت وعمتي لتأخذاني إلي أمي"، ثم استمرت المحادثة التلفونية بين الوالد والسيدة المجهولة، حيث اتفقا على المكان الذي سيجد فيه ابنته، فحصل اتفاق أولي على المكان، غير أن اتصالات لاحقة جرت بين الطرفين، بمعدل اتصال كل نصف ساعة، وفي كل مرة كانت السيدة تغير المكان المتفق عليه. إلى أن تم الاتفاق النهائي، على المكان وحدد الموعد. وفي حدود الخامسة زوالا وصل الوالد وعدد من أقاربه إلى المكان المتفق عليه، وهو محطة للترامواي، بحي باب الزوار، حيث كانت شاهيناز هناك، بملابس متسخة وملامح تشي بالتعب. وتم كل هذا في ظروف غامضة، لم يتسن لنا معرفة تفاصيل بشأن الفترة التي قضتها الطفلة مختفية، ولا أسباب الاختفاء. ولم يفدنا اتصالنا بوالد الطفلة في التوصل إلى معلومات بهذا الخصوص، واكتفي الوالد بالقول، لدى اتصالنا به: "الحمد لله استرجعت ابنتي بعد 16 يوما، وشكرا لمن ساعدني في استرجاعها". ورفض تقديم أية معلومة تبدد الغموض الذي يشوب القضية، وقال: "ابنتي سليمة معافاة عدا حالتها النفسية التي تمنعها من التصريح اليوم بما حدث لها وكيفية انتقالها إلى باب الزوار بعد خروجها من المتوسطة". وكان حي الرمل، الذي تقطنه عائلة بوانم، شهد أمس احتجاجا وغلقا للطرقات نظمه عدد من المتضامنين مع العائلة، للمطالبة بعودة الطفلة المختفية، حيث طالبوا السلطات بالعمل على عودتها، حيث سدت الطرقات المؤدية إلي عين طاية وشاطئ القادوس والرغاية. وافترش عدد من المحتجين الأرض، رافعين لافتات كتب عليها "كلنا شهيناز'' و"نريد استرجاع ابنتنا" و"بركاونا من الاختطاف''. وبدأ الاحتجاج بمسيرة من منزل الطفلة بحي الرمل إلى غاية مفترق الطرق المؤدي إلي عين طاية والرغاية وشاطئ القادوس، أين تم غلق الطريق لأكثر من 3 ساعات، بحرق العجلات المطاطية وكذا المتاريس وجذوع الأشجار، وكان في مقدمة المسيرة السلمية والد الطفلة، وكذا والدتها التي ظلت تصرخ "أريد ابنتي... أين هي فلذة كبدي؟ أين أنتم يا مسؤولين؟". وقالت والدتها السيدة رشيدة بوانم للشروق "تعبت من فراق ابنتي"، وأضافت "أريدها اليوم قبل الغد.. أين السلطات لتحل لغز اختفاء ابنتي؟". أما والد الطفلة شهيناز فقال إن "السلطات هي التي دفعت بنا للخروج إلى الشارع وتنظيم مسيرة للمطالبة بعودة الطفلة المختفية منذ 16 يوما".
وفي سياق متصل، فقد أخ شهيناز صوابه وكاد يحرق نفسه لولا تدخل بعض الجيران حيث ظل يصرخ "أريد أختي... ماذا تريدون مننا نحن أبناء عامل بسيط ... أين أنت يا سلطات؟"، وعرفت المسيرة تضامنا واسعا من طرف المواطنين القاطنين في الحي، حيث شاركت نسوة من الحي في المسيرة فضلا عن عدد من سكان البلديات المجاورة، وحتى من ولايات بعيدة، مثلما هو الحال مع محتجين التقت بهما "الشروق"، أحدهما من سيدي بلعباس والثاني من عنابة، قدما خصيصا للتضامن مع العائلة.