كثفت قيادة تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عمليات الاختطاف مقابل طلب فدية خلال شهر رمضان، حيث بلغت 3 عمليات في هذه الفترة على مستوى ولاية بومرداس مقابل حالة واحدة بولاية تيزي وزو، ويرى متتبعون للشأن الأمني أن تمركز الاختطافات في "المنطقة الثانية" التي تعد المعقل الرئيسي للتنظيم الارهابي يعكس خيار القيادة وتبنيها الاختطافات لحاجتها الملحة للسيولة المالية. * وكان المدعو "حذيفة أبو يونس العاصمي" أمير المنطقة الثانية، قد نقل عن "عبد المالك درودكال" حسب إفادات إرهابيين تائبين وموقوفين تعليمات لجميع الكتائب للبحث عن مصادر تمويل جديدة في ظل الحصار الذي تواجهه على خلفية العمليات العسكرية المتواصلة. * وكان إرهابيون ينشطون تحت إمارة "درودكال"، قد قاموا باختطاف صاحب مذابح ببغلية وتم الإفراج عنه مقابل دفع فدية، وحاول هؤلاء في ثاني يوم من رمضان اختطاف صاحب محل لطحن وتحميص القهوة ببلدية سي مصطفى، وتم أمس الأول اختطاف تاجرين في الملابس ومواد البناء بالناصرية وقبلها كان نجل مغترب بمنطقة واضية بتيزي وزو قد اختطف وأفرج عنه أيضا بعد تسديد مبلغ مالي لم يتم الكشف عنه. * ويفيد متابعون للشأن الأمني أن هذه الاختطافات تأتي تعويضا لشبكات الدعم والإسناد التي تم تفكيكها والقضاء على أهم قنوات ومصادر الدعم المالي، لتلجأ قيادة "الجماعة السلفية" إلى الاختطافات لتحصيل الأموال وإن كان ذلك برأي مراقبين سيؤدي الى الزوال التدريجي لبقايا العناصر العملياتية النشطة في الخلية المكلفة بالاختطافات، حيث كانت مصالح الأمن قد تمكنت من تفكيك شبكة دعم بدلس تحول نشاطها من زرع القنابل الى ترصد رجال الأعمال بالمنطقة بهدف خطفهم. * واللافت في الاختطافات، لجوء عائلات الضحايا الى التكتم عن قيمة الفدية المطلوبة مقابل تحرير المختطف وعدم تسرب أية معلومات عن المبلغ المالي الذي تم تسديده، وقالت مصادرمؤكدة، أن أهالي المختطفين تلقوا تعليمات من الخاطفين بعدم الكشف عن مضمون المفاوضات والحفاظ على سريتها ورهنوا حياة المختطف بذلك، لكن مصادر أخرى على صلة بالملف ذهبت في اتجاه آخر، مشيرة الى أن الفدية التي دفعتها عائلات المختطفين تقل عن المبلغ المطلوب في ظل تأكيد العائلة عجزها عن توفير المبلغ المطلوب ليرضخ الخاطفون في النهاية ولا يقومون بتمديد مهلة الإفراج ولا تتجاوز المفاوضات أياما معدودة، وأصبح الخاطفون يكتفون بمبالغ مالية محدودة مما يؤكد حاجتهم الملحة للسيولة لضمان استمرار نشاط التنظيم الإرهابي في ظل الخسائر المادية والبشرية التي تكبدها على خلفية العمليات العسكرية المتواصلة منذ اعتداءي 11 ديسمبر بالعاصمة.